عمل الشباب والخير العام وأزمة الهجرة والعائلة والعلمانية الإيجابية كانت من النقاط التي تطرّق إليها البابا فرنسيس خلال الكلمة التي ألقاها، ضمن زيارته لقصر كيرينال الرئاسي (والذي هو قصر البابوات القديم) في روما، حيث استقبله الرئيس سيرجيو ماتاريلا يوم السبت 10 حزيران.
وبحسب ما ورد في مقال أعدّته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، ردّ الحبر الأعظم للرئيس الإيطالي الزيارة التي كان الأخير قد قام بها عام 2015، ناشراً “العلمانية” التي نعتها، تيمّناً ببندكتس السادس عشر بـ”الإيجابية”، ومذكّراً إياه بجذوره ومحيّياً صفاته.
أمّا تعبير “الخير المشترك” وكلمة “المسؤولية” فقد وردا مراراً في كلمة الأب الأقدس، بالإضافة إلى عدد من الكلمات التي تشير إلى التعاضد والتعاون في الداخل كما على المستوى الدولي.
من ناحية أخرى، وبعد التشريفات العسكرية والنشيد الوطني وتقديم البعثتين، التقى البابا بالرئيس على انفراد لحوالى 20 دقيقة قبل إلقاء الكلمات أمام ممثّلي سلطات البلاد وطلّاب المناطق الإيطالية التي طالتها الزلازل الأخيرة مع عائلاتهم. وقد ارتجل الحبر الأعظم كلمة على مسامعهم مشجّعاً إياهم للتقدّم نحو الأعلى دائماً، “لأنّ الصعود فنّ، والنجاح لا يقضي بعدم الوقوع بل بعدم البقاء أرضاً”.
بعد ذلك، قدّم الرئيس للبابا وشاحاً كتفيّاً من الفضّة، عليه القارّات وهلال القمر والمياه والحمامة التي ترمز إلى الروح القدس المرفرف فوق المياه. من ناحيته، قدّم البابا للرئيس الكاثوليكي أيقونة من القرن السابع عشر تمثّل الرسولين بطرس وبولس عمودَي كنيسة روما.
تجدر الإشارة إلى أنّه قبل البدء بإلقاء الكلمات، صلّى الرجلان في كنيسة القصر الرئاسي، ثمّ ذهبا – بدون الكفّ عن الكلام – للقاء حوالى 200 شخص. وفي نهاية زيارته، طلب البابا إلى الرئيس ماتاريلا ألّا ينسى أن يصلّي على نيّته، وخرج من الكيرينال بسيّارته على وقع التصفيق.