Abouna Yaacoub - Wikimedia

ليتنا عند النّهوض من النّوم ننظر إلى الصّليب بدل المرآة

من كلمات الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

Share this Entry

مع إشراقة كلّ فجرٍ، ردّد أبونا يعقوب الصّلوات وهمس في أذن الرّبّ، أمنياتٍ وطلبات كان يتمنّاها، ليكلّل لحظاته بالفرح والسّلام، ويهدي والدة الإله خيرًا يريد تحقيقه، وإيمانًا يريد أن ينثره ورودَ جمالٍ بين النّاس.

اعتاد، كلّما أيقظه نور الشّمس، أن يلتفت نحو الرّبّ ويشكره على يومٍ جديد، سيضيفه على رزنامة حياته. يستيقظ من النّوم، وفي قلبه وعد،  بأنّه سيملأ اللّحظات عطاءً، وسيطبع أثر الخير على مذكّرات يوميّاته، وعد أنّه سيعي قيمة الوقت واعتبره ثمينًا، لا عوض له كالماء الخارج من العين لا يعود إليها أبدًا.

لأجل ذلك، أراد أن يفرش أيّامه فرحًا وحبًّا ويجعلها بيضاء، ونقيّة ، كما وعد بأنّه سيتعاون مع الشّمس والنّسيم كي يجدّد الأيّام، ويجعلها رايات أملٍ وجمال وسلام …

واعتاد أن يُلقي سلامه على السّيّدة العذراء، أمّه، كان يراها مرآة حبّ لا تتكسّر، أمعن النّظر إليها، وطلب منها أن تجعله ملتمعًا وشفّافًا كنبع الماء. طلب منها الإذن أن يكون بائع سعادة، يجوب الطّرقات، ويحمل رزمًا من التّعاسة والشّقاء، ينتشلها من بين أحضان النّاس ليرمي بها في العدم…

كان يحدّث السّيّدة العذراء، ويرجوها أن يعود مساءً، وبين يديه هديّةٌ، يتركها أمام سحر طهرها، هدّيّة نحلم بسماع ما تحويه من صلاة… هديّة “أبونا يعقوب” إلى العذراء مريم كانت أنّه سيعود عند العشيّة يحمل في قلبه، وعدًا لها، وهو أنّه خفّف من مقدار الحزن على الأرض….

ليتنا نُلقي يا ربّ عليك سلامنا الصّباحيّ ….نسلّمك حياتنا، ونعدك أنّنا سنبني أساساتنا دومًا على صخرة إيماننا بك…

ليتنا نستطيع أن نسكب لحظات عمرنا طيبًا، عند قدميك يا يسوع، علّنا نفوح بوعد غدٍ يبوح بسرّ خلاصنا…

Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير