“هل يُعقَل أن لا يحبّ الله بعضًا من أبنائه؟” هذا ما سأله البابا اليوم أثناء المقابلة العامة مع المؤمنين متابعًا تعليمه حول الرجاء المسيحي محذّرًا من مغبّة الوقوع فريسة تجربة “الجديروقراطية” معتقدين بأننا جديرون بالمحبة وإن لم نكن أقوياء وجذّابين وجميلين فلن يلتفت أحد إلينا. إنّ الله لا يحبّنا لأنه يوجد أمر فينا يدفعه إلى الحبّ”.
وللإجابة على السؤال الأول: “هل يمكن أن لا يحبّ الله بعضًا من أبنائه؟ فالجواب هو: “كلاّ! نحن كلنا أبناء الله المحبوبين. وما من لعنة مسكوبة على حياتنا بل كلمة طيبة ومحبة ولولا حبّ الله المجاني لكان العالم يعيش “جحيمًا”.
أشار البابا إلى الأشكال العديدة للكراهية الاجتماعية والحقد التي تبدّد قلب من رذله المجتمع. إنّ العلاج لتغيير قلب شخص كئيب هو المحبة. يجب علينا أولاً أن نقبّله ونشعره بأنه محبوب ومرغوب فيه وبأنه مهمّ وعندئذٍ فلن يشعر هذا الشخص بالحزن بعد الآن لأنّ المحبة تدعو المحبة وهي أقوى من الحقد الذي يدعو الموت”.
“الله لا يربط محبته بارتدادنا بل على العكس الارتداد يولد من خبرة المحبة”. وسلّط الضوء البابا فرنسيس عندما توجّه إلى الحجاج الناطقين باللغة الفرنسية على جرح نقص الحبّ الذي له نتائج كثيرة وقال: “أيها الإخوة والأخوات، لا يمكننا أن نعيش من دون المحبّة… وخلف العديد من التصرّفات التي لا يمكن شرحها ظاهريًا ينطوي سؤال واحد: هل يُعقَل أنّي لا أستحقّ أن أُدعى باسمي؟ أي أن أكون محبوبًا؟ لأنّ المحبة تدعونا دائمًا بأسمائنا!
وشدّد كثيرًا على أنّ محبّة الله هي السبّاقة وغير المشروطة. الله يحبّنا لأنه حبّ والحبّ بطبيعته يميل إلى الانتشار وإلى بذل الذات. إنّ الله لا يربط محبته بارتدادنا بل هو نتيجة محبة الله لنا. يقول القديس بولس: “أما الله فدلّ على محبّته لنا بأنّ المسيح قد مات من أجلنا إذ كنا خاطئين” (روما 5، 8) لقد أحبّنا حتى عندما كنا خطأة لدرجة أن محبّته دفعته إلى أن يخرج من ذاته حتى يلتقي بنا على الأرض حيث لم يكن عبوره أبدًا منطقيًا”.