“لا يمكن لأحد أن ينقذ نفسه، بل يلزمه قوّة الله”. هذا ما أكّده البابا فرنسيس خلال عظته التي ألقاها صباح اليوم من دار القديسة مارتا، داعياً المؤمنين إلى عدم إخفاء أو تغطية ضعفهم وقائلاً: “معرفة المرء لضعفه هي من أصعب الأمور في الحياة”.
وبناء على ما جاء في مقال أعدّته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، تأمّل البابا بالقراءة الأولى من رسالة القديس بطرس الثانية إلى أهل كورنثوس (4 : 7): “وما نحن إلّا آنية من خزف تحمل هذا الكنز، ليظهر أنّ تلك القدرة الفائقة هي من الله لا منّا”. ودعا الجميع إلى معرفة أنّهم ضعفاء وخطأة وعاجزون عن التقدّم بدون الله. “قوّة الله وعظمته هي التي تنقذ وتشفي وترفع”.
وتابع البابا قائلاً: “ذاك هو واقع ضعفنا، فجميعنا نعاني من الضعف والهشاشة والحساسية، ونحن بحاجة إلى الشفاء. أحياناً، نبحث عن تغطية الضعف كي لا يراه أحد، أو نحاول وضع التبرّج له أو حتّى إخفاءه… إلّا أنّ الإخفاء هو معيب دائماً وخبيث”.
ولاحظ الأب الأقدس في عظته أنّه يمكن للإنسان أن يكون أيضاً خبيثاً حيال نفسه، وأن يعتقد أنّه شيء آخر وأنّه لا يحتاج إلى الشفاء ولا إلى الدعم. “إنّه الطريق نحو الغرور والتفاخر والمرجعية الذاتيّة لمن لا يشعرون أنّهم من خزف، وهم يبحثون عن الخلاص والوفرة لوحدهم… لكن لا يمكن لأحد أن ينقذ نفسه. وحدها قوّة الله تنقذ، كما يذكّرنا به القديس بولس، ونرى أنّ هذه القوّة الفائقة الطبيعة تخصّ الله ولا تأتي منّا. وفي كلّ ما يحصل، قد نكون في ضيق بدون أن نشعر بالقلق؛ ونكون مبَلبَلين بدون أن نكون مضطربين؛ ونكون ملاحَقين بدون أن نكون متروكين، ومحبَطين بدون أن نكون مدمَّرين”.
في السياق عينه، شجّع الحبر الأعظم الحوار المستمرّ بين الكنز والخزف: “يتعلّق الأمر بالصدق، مثلاً في كرسي الاعتراف، عدم قول خطايانا كاملة ومحاولة تبييض الخزف قليلاً… لذا، يلزمنا الخجل الذي يوسّع القلب كي تدخله قوّة الله وعظمته، الخجل من كوننا خزفاً ومن عدم كوننا آنية من الفضّة أو من الذهب. إن توصّلنا إلى هذا، سنكون سعداء”.
وختم أسقف روما عظته قائلاً: “خلال غسل الأرجل، اعترض القديس بطرس على تصرّفات المسيح، لأنّه لم يفهم أنّه من الخزف وأنّه بحاجة إلى قوّة الله ليتمّ إنقاذه. لكن فقط عبر تقبّل الخزف، ستصلنا قوّة الله وتعطينا الوفرة والخلاص والفرح والسعادة بالخلاص”.