المركز الكاثوليكي للإعلام – عقد راعي أبرشية صور المارونية المطران شكرالله نبيل الحاج، ولجنة مزار سيدة أم النور- عين إبل، وجمعية النورج، قبل ظهر يوم الأربعاء في المركز الكاثوليكي للإعلام، مؤتمراً صحافياً، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، أعلنوا خلاله عن “إطلاق مشروع بناء برج مزار أم النور – عين إبل”.
شارك في المؤتمر إلى المطران شكرالله الحاج، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، رئيس بلدية عين إبل الأستاذ عماد للوس، رئيس جمعية النورج الدكتور فؤاد أبو ناضر، منسّق الحملة الإعلاميّة الأستاذ كلود حجّار. وبحضور خادم رعية البلدة الأب حنا سليمان، أعضاء وأهالي من بلدية عين إبل, وعدد من الإعلاميين والمهتمين.
أبو كسم
بداية رحب الخوري بالحاضرين وقال: “تحية كبيرة نوجهها باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام صاحب السيادة المطران مطر ولكل اللبنانيين الحاملين صورة العذراء في قلبهم وعلى صدرهم بمختلف إنتماءاتهم مسيحيين ومسلمين. وفي المناسبة لبنان البلد الوحيد الذي يحتفل بعيد العذراء مشترك بين المسيحيين والمسلمين يوم عيد البشارة 25 آذار، وهذه علامة فارقة تميّزه عن سائر بلدان العالم.”
تابع “تحن نطلق اليوم مشروع بناء برج مزار أم النور- عين إبل، بالإتكال على العناية الإلهية وعلى أمنا مريم العذارء، عشية تكريس لبنان “لقلب مريم الطاهر بفاطيما” ونطلب من رئيس اللجنة البطريركية لتكريس لبنان لقلبها المطران الحاج حمل هذه النية معه إلى البرتغال.”
وقال “إن هذا المشروع يا لبنانيين ويا خيرين هو مشروع غير مسيحي هو جسر عبور عام للطوائف لبلدة عريقة أسمها عين أبل. هي التي أعطت العظماء نذكر هنا البطريرك مار أنطونيوس بطرس خريش الذي ترك آثاراً في حلقة البطاركة الموارنة، والمطران مارون صادر. عين إبل الثقافة، هي ذخيرة في قلب هذا الوطن المقاوم على الحدود.”
وفي الختام ” أناشد الأشخاص المتمولين والقادرين عدم التأخر بالمساهمة، لأن هذا المشروع يساهم في تعزيز الوجود المسيحي في لبنان وفي الشرق، وأطلب من رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه برّي وضع يده في هذا المشروع من خلال مؤسسات الدولة، لأن هذا المشروع هو جسر عبور بين المسيحيين والمسلمين. ونحن ككنيسة علينا الوقوف إلى جانب المشروع لتكون حلقة واحدة، ونشد أيدينا على أيدي بعض، وإنشاءالله إطلاقة هذا المشروع تكون مباركة، فمن هنا أطلقنا سابقاً حملة التبرع لوضع تمثال مار مارون على بازيليك مار بطرس في الفاتيكان وتحقق، واليوم أيضاً نطلق أهم مزار في الجنوب في عين إبل، وهذا نداء إلى الجميع للمساهمة قدر المستطاع ببركة أمنا مريم وبركة سيدنا يسوع المسيح.”
الحاج
المطران شكرالله نبيل الحاج قال:
“رُبَّ سائل: لماذا هذا المزار الجديد للسيدة العذراء في أقصى الجنوب وبالتحديد في بلدة عين إبل الحدودية؟ ذلك لأسباب وأسباب أكتفي بسرد بعض منها: أولاً، لأن العذراء مريم عرفت الجنوب اللبناني وهي عاشت فوق أرض هذا الشرق وعلى بعد كيلومترات من حيث، سيقام لها مزار باسم “إم النور”، وهي من خلال هذا المزار ستغني حضورها المميز بيننا، ولأنها بدون أدنى شك، كانت تقصد هذه المنطقة، مع ابنها يسوع، والرسل، أثناء حياتها الزمنية بيننا، ومازال ذكراها حيًا هنا.
تابع “إن مقاماتها المتعددة، والأسماء التي تحملها أراضينا، وقانا الجليل، وسيدة المنطرة في مغدوشة، ومقام ابنة عمران في القليلة، خير دليل على ذلك. مع العلم أن أول بازيليك في العالم على اسمها المبارك، وحالاً بعد ما سُمح رسمياً للمسيحيين ببناء الكنائس ودور العبادة، من خلال براءة ميلانو سنة 313، شيّدتها مدينة صور سنة 314، قبل كنيسة القيامية وقبل كنيسة المهد، هذه البازيليك أصبحت نموذجاً هندسياً لبناء الكنائس المسيحية فيما بعد. فمقام العذراء الجديد سيدخل حتمًا ضمن هذا التقليد العريق وهذه السلسلة الذهبية من مزارات العذراء المعروفة والمقصودة… “
أضاف “وهذا المقام هو في الجنوب لأن أبناء الجنوب من مسلمين ومسيحيين، يكرمون العذراء مريم ويعتبرونها الأقرب إليهم، قهي إبنة منطقتهم، والأدرى بأحوالهم. وأعيادها منذ القدم، مساحة جميلة لجمعهم،أما القيم المريمية من وداعة وتواضع وحشمة ونخوة وضيافة وألفة ومساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف فهي من أهم الصفات التي يتحلون بها.”
وقال “هذا المقام هو في الجنوب على تقاطع طرقات لبنان وفلسطين، لأن سكان جنوب لبنان وشمالي فلسطين عاشوا بشراكة وتقاسم الأفراح والأحزان منذ القدم حتى أن الكثيرين من شمال فلسطين حيث عاشت العذراء، كانوا يقصدون جنوب لبنان وعين إبل بالتحديد للمشاركة فيما بعد في أعياد السيدة العذراء. “
تابع “ولأن للعذراء مريم مزارات كبرى ترتقي إلى العالمية وبقرب من الحدود الشرقية للبنان والحدود الشمالية وعلى مقربة من البحر على الحدود الغربية وبقيت وحدها الحدود الجنوبية بدون مزار يطمح بأن يكون عالمياً، لذلك، نرى الحاجة ماسة لهذه المحجة الجديدة على حدودنا التي عانت الأمرين ولكنها بقيت عنواناً للصمود المقاوم والتضحية الفادية والمحرّرة.”
أردف “بعد أن بارك صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الأرض التي سيشاد عليها “مزار ام النور”، وقد كان راعي الأبرشية مع كهنة البلدة، وأهالي عين إبل، واللجنة المكلّفة بذلك، قد اختاروا المكان واشتروا الواجب شراءه من الأرض، وبعد أن تبرع مهندسو الندوة الكتائبية، بوضع الخرائط الأولية للمشروع، بالتعاون مع مهندسين من البلدة، وبعد الاتصالات بشركات التنفيذ، والعديد من أصدقاء المشروع ومن بينهم مشاركين في هذا المؤتمر. وبما أننا بحاجة لصلوات المشاهدين والمستمعين ولكل محبّي العذراء للقيام بهذا المشروع الذي هو فوق طاقاتنا المادية لذلك أردنا اليوم، أن نطلّ على اللبنانيين والمشرقيين وجميع الخييرين في كل مكان راجين مساعدتهم.”
وقال “بعد أن تكرّس لبنان لقلب مريم الطاهر سنة 2013 على يد صاحب الغبطة وبحضور بطاركة وأساقفة من كل الطوائف، وبعد أن أصبح رسميا عيد البشارة عيدًا وطنيًا جامعًا لكل اللبنانيين، يأتي اليوم مزار إم النور في عين إبل، وغداً ان شاء الله مزار سيدة حرمون في كوكبا لتعزيز المساحات المريمية في لبنان والشرق وترسيخ العيش الواحد، ولتجذر القيم المريمية المشتركة في القلوب، قيم السلام والمحبة ونبذ التعصب والتفرقة وتعزيز الوحدة والتحلي بالوداعة واللطف وحسن الضيافة والتعلق بالأرض والتمسك بميراث الاباء والأجداد… من هنا الحاجة لهذا المقام.”
وختم سيادته “كما أنه أخيرا سيكون محطة مهمة على “درب المسيح” في الجنوب، المشروع الذي نضع اللمسات الأخيرة لإطلاقه مع أساقفة الجنوب والرابطة المارونية ولجنة المناطق فيها والكثيرين الكثيرين من المتعاونين معنا والمتحمسين له. إذ نشكر من الصميم المركز الكاثوليكي للإعلام الذي أتاح لنا الفرصة للإطلالة عليكم نتمنى لكم جميعا الخير كل الخير بشفاعة مريم ام النور وببركة الرب له المجد إلى الأبد آمين.”
للوس
بدوره تحدث الأستاذ عماد للوس عن المزار وقال:
“عين إبل هذه البلدة الجنوبية الرابضة على حفافي الوطن، المتجذرة ابدا في التاريخ تعيش اليوم عرساً وهي تتحضر للبدء باعمال البناء لإقامة مزار للسيدة العذراء ام النور.”
“هذا المزار أرادته عين إبل ان يكون على مستوى الوطن ورمزا للوجود المسيحي في الجنوب وجسراً للتلاقي بين الطوائف، وحافزاً لجميع اللبنانيين لكي يأتوا الى هذه المنطقة الجميلة من لبنان ويحجوا الى هذا المزار الجميل الذي هو في قلب بلاد البشارة وعلى مرمى حجر من الاراضي المقدسة التي وطأتها أقدام سيدنا يسوع المسيح.“
تابع “يتألف المزار من الأقسام الرئيسية التالية: البرج وهو عبارة عن ثلاث أعمدة ضخمة تنطلق بارتفاع 54 مترا بعلوه تمثال للعذراء مريم ام النور تحمل إبنها يسوع بارتفاع 14 مترا. ويتضمن هذا البرج في اساساته تحت الارض قاعة متعددة الاستعمالات تتسع ل 400 شخص. وكنيسة دائرية واجهتها زجاجية على مستوى الارض تتسع لحوالي 150 شخص واستراحة رئيسة فوق الكنيسة ومصاعد وأدراج لصعود الزائرين الى أقدام العذراء.؛ مبنى يتضمن غرف للمنامة لاستقبال الاكليريكيين وسكن القيمين على إدارة المزار. وصالة اجتماعات ومكاتب للادارة؛ مبنى يتضمن كافتيريا وملحقاتها ومحلات لبيع التذكارات؛ مركز للدخول ومبنى للحرس؛ دورات مياه ومنتفعا؛ وحدائق واسوار”.
وأشار إلى “أن المشروع هو من تصميم المهندس بول ناكوزي وفريق عمله الذين قاموا بذلك بدون اي مقابل ، وقد استحصلنا على جميع الخرائط اللازمة والإذن بالمباشرة بالأعمال وتم التلزيم لشركة أبنية للبدء بالأعمال ونوه بالمساعدة والدعم الذي قدمه صاحب الشركة السيد مارون الحلو للمشروع، وقد استكملنا أعمال الحفر والمشروع جاهز الآن لأعمال البناء. وتقدر تكاليف المشروع حوالي المليونين ونصف المليون دولار ومدة الاعمال حوالي السنتين.”
أبو ناضر
ثم كانت كلمة د. فؤاد أبو ناضر جاء فيها: “تماشياً مع رسالة مؤسسة النورج في تثبيت الوجود والدور المسيحي في قراهم وتفاعلهم مع محيطهم والعمل بكل الوسائل لتأمين العيش لهم بأمان وحريّة وكرامة ومساوات. تساهم مؤسسة النورج بالتعاون مع بلدية عين ابل ولجنة مزار سيدة أم النور في العمل على انجاح هذا المشروع من خلال التنسيق فيما بين مجموعات العمل التقنيّة والاعلانيّة والماليّة.”
تابع “تعتبر المؤسسة أن لهذا المشروع أهميّة استراتيجية وذلك للاسباب التالية: 1) تحفذّ مواطني المنطقة على التمسك بأراضيهم، وعلى استثمار أملاكهم؛ 2) يخلق هذا المشروع حوالي خمسين فرصة عمل مباشرة وعشرات فرص العمل الغير مباشرة في عين أبل ورميش ودبل والقوزح؛ 3) المساهمة في خلق سياحة دينيّة مما سيجلب آلاف الزائرين من المسيحيين والمسلمين على غرار ما نراه في سيدة حريصا، مار شربل، سيدة مغدوشة، سيدة بشوات…. التي أصبحت كلها مراكز تلاقي لمختلف الطوائف اللبنانية؛ 4) سيخلق هذا المشروع مناخاً ايجابياُ بين مختلف أبناء القرى المجاورة ويحفّذهم على التعايش الايجابي وللتعاون الاستثماري.”
حجار
وفي الختام تحدث السيد كلود حجار عن الحملة الإعلامية فقال:
عن طريق الشركتين التي أملك، ساقوم بحملة إعلامية وإعلانية، هدفها أولاً إلقاء الضوء على مشروع بناء مزار “ام النور” وأهميته، للرأي العام اللبناني، من الناحية الدينية والسياحة الدينية في منطقة الجنوب اللبناني؛ وثانياً شرح فوائد المشروع على الصعيد الوطني.
تابع”الحملة تقوم على ثلاثة مراحل: 1) حملة إعلانية على التلفزيونات، الإذاعات ولوحات الطرقات الثابتة والمتحركة (Led screens)؛ 2) توزيع منشور يتتضمن شرحاًُ كافياً عن المشروع لأكثر من 15000 شخصاً، بالاسم، ممّن يملكون الإمكانيات للمساهمة بالمشروع، وسنضع عليه عنوان البريد الألكتروني بالاضافة الى رقم هاتف خليوي لتلقي اتصالات الراغبين بالمساعدة 7/7 ايام و 24/24 ساعة؛ 3) سوف يقوم فريق العمل في شركتنا بالتواصل مع هؤلاء الأشخاص مباشرة بغية البحث بإمكانية التعاون والمساهمة بالمشروع.”
وختم بالقول “الحملة بمراحلها الثلاث تمتد حتى آخر سنة 2017، وعلى ضوء النتائح التي نتوقع ونرجو ان تكون إيجابية ، تقرّر الخطوات اللاحقة.”