“إنّه حقاً فنّ الرحمة، فكرة الفنّ الخاصة بالبابا فرنسيس. إنّه الفنّ الذي يتوجّه إلى المتواضعين”. هذا ما قالته باربرا جاتا مديرة متاحف الفاتيكان، لدى تقديمها الوثائقي “فكرتي عن الفنّ، بقلم البابا فرنسيس”، بحضور تيزيانا لوبي كاتبة الوثائقي، وأليخاندرو مارمو الفنّان الأرجنتيني والصديق القديم للبابا، ونحّات منحوتتين معروضتين في حدائق الفاتيكان.
أمّا تقديم هذا الوثائقي فقد حصل في 27 حزيران في قاعة المؤتمرات التابعة لمتاحف الفاتيكان، بحسب ما ورد في مقال أعدّته مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت. والوثائقي بحدّ ذاته هو كناية عن تطواف بين 11 عملاً مشهوراً من الماضي والحاضر، مع العلم أنّ تلك الأعمال تعبّر عن رؤية البابا فرنسيس للفنّ. كما وأنّ الوثائقي يرتكز على كتاب “البابا فرنسيس – فكرتي عن الفنّ” الصادر عن دار موندادوري ومتاحف الفاتيكان في كانون الثاني 2015.
من ناحية أخرى، شرحت تيزيانا لوبي أنّ البابا عبّر عن فكرته المتعلّقة بفنّ يجب أن يكون أداة تبشير (ذاكراً السيستين كإنجيل ذات سماء مفتوحة يمكن للجميع قراءته)، بالإضافة إلى كونه هذا الفنّ أداة تعارض ثقافة الرفض، وهو موضوع عزيز على قلب الأب الأقدس. وتابعت لوبي قائلة: “بالنسبة إلى البابا فرنسيس، الفنّ أداة تهدف إلى الدمج. فأعمال الرحمة هي ملخّص عن حبريّته. وعلى غلاف الكتاب، ثمة جملة تختصر كلّ ما قلته لغاية الآن: الفنّ كالرحمة؛ ليس عليه أن يرفض شيئاً ولا أحداً”.
وتابعت كاتبة الوثائقي شرحها قائلة: “مع البابا فرنسيس، أنجزنا نوعاً من معرض اخترناه من قلب متاحف الفاتيكان، أي أعمالاً يمكن للجميع تقديرها وهي تناسب فكرته عن الفنّ”.
أمّا عن أليخاندرو مارمو فقالت لوبي إنّه يعارض ثقافة الرفض عبر أعماله التي ينجزها بمواد أعيد تدويرها وأشخاص يُعتبرون مرفوضين من قبل المجتمع لأنّهم يعيشون في ظروف اجتماعية صعبة، فيما قال مارمو إنّ البابا فرنسيس قرّبه من الكنيسة ومن يسوع الذي لا يبقى محتجزاً في مكتب… “أنا أقوم بعمل هو بمثابة أداة رجاء”.