دشّنت جمعيّة عدل ورحمة مكاتبها داخل سجن طرابلس القبّة المخصصة لاستقبال ومرافقة السجناء على الصعد الاجتماعية والحقوقية والصحية والنفسية، وتقديم الخدمات مجّاناً من قبل فريق عمل متعدّد الإختصاصات.
رعى الإحتفال المدير العام لقوى الأمن الداخليّ اللواء عماد عثمان ممثّلاً بآمر سجون طرابلس المقدّم بهاء الصمد. شارك في الإحتفال ممثّلونعن عدّة سفارات أجنبيّة، الفرنسيّة والهولنديّة واليابانيّة،ومندوبون من المفوّضية العالية لشؤون اللاجئين ومانحين دوليّين ومجتمع مدني دولي ومحلّي.
ألقت السيّدة ماريانا طراد حلّاني، منسّقة القسم الإجتماعي في الجمعيّة، كلمة فريق العمل وجاء فيها:”أنّ العمل الإجتماعي وحقوق الإنسان مجالَان لا ينقسمان. أينما هناك عمل إجتماعي، هناك حماية لحقوق الإنسان. وأينما هناك حقوق الإنسان، العمل الإجتماعي هو موجود ليأخذ المكانة المميزة في التدخّل.” كما عدّدت السيّدة حلّاني الإشكاليّات التي تطالها الجمعيّة والخدمات التي تقدّمها.
بعدها كانت كلمة للأب د. نجيب بعقليني، رئيس الجمعيّة، ممّا جاء فيها: “أنّ هذه المحطّة تشكّل دلالة قويّة على الشراكة التي نسجتها جمعيّة عدل ورحمة مع مؤسّسة قوى الأمن الداخلي.” وتابع قائلاً:”أنّ رسالتنا الإنسانيّة تدعونا إلى العمل الجدّي والرصين والمسؤول، من أجل تخفيف الآلام والأحزان والجروحات عن كلّ مَن نتعاون معهم، من أجل تقوية دعائم المجتمع، وبلسمة أمراضه المزمنة. مسيرتنا النضاليّة، تُلزمنا باستعمال الوسائل الحديثة والطرائق المتطوّرة والإمكانات الماديّة واللوجستيّة من أجل إعادة تأهيل السجين لتحضيره للاندماج من جديد في مجتمعه.” و شدّد على “أنّ جهادنا المتواصل يواجه العراقيل والصعوبات والتحدّيات، ومع هذا نناضل من أجل مسيرتنا. مهمّتنا الرئيسة تنطلق أيضًا من هذا المكان بالذات. أي من هذه المكاتب. فهي مساحة وساحة، نلتقي من خلالها السجين- الإنسان، الذي يحتاج إلى المرافقة والمساندة والحضور والمتابعة على أمل تحقيق نجاح تأهيله وتوبته وندامته. هذه المكاتب هي صلة الوصل بين فاقد الحريّة ومَن يسانده إلى إعادة حريّته، بعد تأهيله وإرشاده، لكي يكتسب من جديد حقوقه المدنيّة. هذه المكاتب هي في خدمة كلّ سجين من دون استثناء. فلتكن مساحة تسامح ورحمة ولنكن متسامحينورحماء.” وأردف الأب بعقليني قائلاً:”إنّ الرحمة ليست العفو عن المذنب والتهاون في تطبيق العدالة والقانون، لأنّ هذا يشجّع على الشرّ والجريمة، بل دفع المذنب إلى التوبة، من خلال العقاب والتكفير عن أخطائه، ومرافقته في طريق الإصلاح والتوبة.” وأضاف “أنّ المحبّة هي أساس العدالة الحقيقيّة. لنعمل معًا من أجل ثقافة الرحمة، ولتكن مُعاشَة وملموسة، لأنّها ليست في القلب فقط وإنّما في اللسان والعمل.” وفي ختام كلمته شكر رئيس الجمعيّة كلّ مَن ساهم، في إعادة تأهيل هذه الواحة، كما راعي الاحتفال سعادة المدير العامللأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الممثّل بآمر سجن القبّة المقدّم بهاء الصمد، وقائد الدرك العميد جوزيف الحلو ورئيس قسم السجون في قوى الأمن الداخليّ العقيد غسّان عثمان وآمر سجون طرابلس، لدعمهم وتعاونهم وتكافلهم وتضامنهم مع قضية الجمعيّة وعملها الإنسانيّ، كما شكر جميع الضباط والأفراد لتسهيل مهمّتها،وكلّ مَن حضّر هذا الاحتفال، لا سيّما ممثّلي السفارات والمؤسّسات والجمعيّات الدوليّة والمحليّة، وسائر هيئات المجتمع المدنيّ. أخيراً شكر وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة والمكتوبة لا سيّما المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال لتغطيتها الحدث.
اختُتم اللقاء بكلمة لراعي الإحتفال، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ممثّلاً بآمر سجون طرابلس المقدّم بهاء الصمد، الذياستهلّ كلمته: “لقد شرّفني حضرة اللواء المدير العام لقوى الأمن الداخلي بأن أمثّله في رعاية هذا الحفل الكريم حول قيام جمعيّة عدل ورحمة مشكورةً بافتتاح مركز لها في سجن الرجال في القبّة.”وتابع حديثه شاكراًالجمعيّة”لما تقدّمه من خدمات متنوّعة ومتخصّصة تفعيلاً لمبدأ تأهيل نزلاء المؤسسات السجنيّة.” وأكّد “أنّ المديريّة العامة لقوى الأمن الداخلي تنطلق من ثابتة مفادها الإيمان بالإنسان كقيمة معنويّة يتشاركها الجميع دون تفريق من أي نوع كان، وبأنّ المساس بإحدى الحقوق الأساسيّة للإنسان، والتي يكتسبها من دون منّة أو عطاء من أحد، لمجرّد كونه إنساناً، هو تعدٍّ على كرامة وإنسانيّة كلّ واحد منّا. ولذا تحرص المديريّة العامّة لقوى الأمن الداخلي إنطلاقاً من إيمانها بالمحافظة على حقوق الإنسان على إعطاء أوامر للمشرفين على المؤسسات السجنيّة بضرورة معاملة نزلاء هذه المؤسسات بالاحترام الواجب لكرامتهم وقيمتهم المتأصّلة كبشر. فلا يجوز أن يكون هنالك تمييز في المعاملة بين السجناء لأيّ سبب كان. وهذا لا ينفي الأخذ في الإعتبار الإحتياجات الفرديّة للسجناء، وخصوصاً الفئات الأضعف وذووي الإحتياجات الخاصّة وذلك بالتعاون مع الهيئات والمنظمات المعنيّة.” وأضاف المقدّم الصمد معتبراً “أنّ عقوبة الحبس ترمي بصفة أساسيّة إلى حماية المجتمع من الجريمة والحدّ من محاولات إعادة الإجرام، ولا سبيل لتحقيق هذا الغرض إلا إذا استُخدمت فترة الحبس للوصول إلى ضمانة إعادة إدماج هؤلاء الأشخاص في المجتمع بعد إطلاق سراحهم.”
وتابع الصمد قائلاً:”أنّ المديريّة العامة لقوى الأمن الداخلي تسعى لتكريس شراكة حقيقيّة وفعّالة ودائمة مع فعاليّات المجتمع المدني ومن ضمنها الجمعيّات التي تُعنى بمتابعة أوضاع نزلاء السجون وعائلاتهم خلال فترة سجنهم وبعد خروجهم من السجن.”وختم المقدّم بهاء الصمد بتأكيده أنّ “جمعيّة عدل ورحمة هي من الجمعيّات الناشطة والفعّالة والمنتجة في سجون طرابلس وهي تقوم بمتابعة أوضاع السجناء ونقل مطالبهم إلى السلطات المختصّة من أجل حلّ جميع مشاكلهم، شاكراً الجمعيّة الممثّلة برئيسها الأب نجيب بعقليني على جهودها الجبّارة.”