“الخبز والخمر هما ما أراده الرب يسوع، ولا يمكننا تغيير ذلك”. هذا ما أكّده المونسنيور كلاوديو مانيولي الخبير في الليتورجيا، وعضو مجمع العبادة الإلهية وتنظيم الأسرار، وذلك في 12 تموز، خلال توضيحات له حول الرسالة التي كانت قد نُشرت قبل 4 أيام عن “الخبز والخمر للإفخارستيا” نزولاً عند رغبة البابا.
فبحسب ما ورد في مقال أعدّته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، أوضح المونسنيور أنّ الرسالة التي أصدرتها الدائرة المعنيّة لأساقفة العالم تذكّر بأنّ الخبز والخمر اللذين يتمّ تكريسهما خلال الاحتفالات الليتورجيّة يجب أن يكونا أصيلين من القمح والعنب، بدون أيّ مزيج، ومصنوعين كما يجب.
كما وشرح المونسنيور مانيولي أنّ “الرسالة تطلب من الأساقفة أن يبقوا محترسين حيال نوعيّة الخمر والخبز، لأنّ مادة التضحية الإفخارستية ستحدّد ما نؤمن به عن سرّ الإفخارستيا… هناك صلة وثيقة بين ما نؤمن به حيال عمق هذا السرّ، وما يظهر لنا عبر إشارة الخبز والخمر المحسوسة. إنّ خيار الخبز الفطير هو خيار الكنيسة الغربيّة اللاتينية منذ الأزل… وإن نقص أحد العناصر (أي خبز القمح ونبيذ الكرمة)، لن تكون الإفخارستيا التي نحتفل بها إفخارستيا”.
أمّا سبب صدور الرسالة وشرحها فهو الإساءات المرتكبة، والتي أدّت بالفاتيكان إلى نشر إعادة التحديد تلك، إذ إنّ الكرسي الرسولي يرى “لاهوتاً خطأ”، بما أنّ “يسوع اختار الخبز والخمر ببساطة كعنصرين لحضارته، أي حضارة المتوسّط”. ومن هذا المنظار، أصدر بعض اللاهوتيين فرضيّة إمكانية استعمال أمكنة أخرى من العالم عناصر تخصّ حضارتها، مثل الساكي في اليابان والمنيهوت في أفريقيا والجعة في شمال أوروبا.
وعاد المونسنيور وختم كلامه قائلاً إنّ الخبز والخمر هما عاملان قويّان ومحدِّدان للسرّ: “هذا ما أراده الرب يسوع، ولا يمكننا تغييره”.