“إنّ الحوار ما بين الأديان يزوّد شعوب العالم بنموذج لمناقشة اختلافاتهم، ولكي يكبروا في الاحترام المتبادل”. بهذه الكلمات، قدّم المونسنيور أوزا (المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتّحدة) مداخلة خلال إطلاق خطّة العمل الخاصّة بالقادة الدينيين، والهادفة ضدّ التحريض على العنف، الذي قد يؤدّي بدوره إلى إجرام شنيع. أمّا المداخلة بحدّ ذاتها فقد حصلت بتاريخ 14 تموز، بحسب ما ورد في مقال أعدّته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
في هذا السياق، حيّى المونسنيور أوزا “خطوة حسّية إلى الأمام”، وذكر ثلاثة ردود فعل في كلمته التي ألقاها، عائداً إلى الإعلان الذي بحسبه “تتحمّل البلدان المسؤولية الأساسية في حماية الشعوب من الجرائم ومن التحريض عليها”. وأشار أوزا إلى أنّ القادة الدينيين لديهم مسؤولية، إلّا أنّهم يعجزون عن النجاح لوحدهم إذ لا يتمتّعون بالموارد ولا بالأدوات التي تملكها الدول لوضع حدّ للإجرام الجماعي. “وبالنسبة إلى الكرسي الرسولي، يجب التنبّه إلى مسؤوليّة الحكومات والمجتمع الدولي للتصرّف بهدف حماية الأبرياء ضدّ الأعمال الوحشيّة”.
أمّا النقطة الثانية التي تكلّم عنها أوزا فهي التلاعب بالديانة، بحيث أنّ رئيس الأساقفة تطرّق إلى إمكانية القادة الدينيين للتأثير على تصرّفات من يتبعونهم ويشاطرونهم قناعاتهم. وأشار أوزا إلى أنّ القادة الدينيين مدعوّون إلى احترام هذه المسؤوليّة عبر الانخراط في الحوار بين الأديان وفي تعزيز السلام وبناء المجتمعات التي تحترم الحياة والكرامة البشريّة والأخوّة التي تتخطّى الاعتدال والتضامن”.
ومع الحديث عن ظاهرة العنف لأجل أهداف دينية، قال أوزا إنّ موقع القادة يكمن في مساعدة الأشخاص على أن يفهموا أنّ التلاعب بالديانة لأجل أهداف عنيفة لا يعني موازنة ديانة ما بالعنف.
وفيما تطرّق أوزا في النقطة الثالثة إلى “أهمية مشاركة القادة الدينيين في الحوارات المُجدية”، قال إنّ الحوار ما بين الأديان “يزوّد الشعوب بنموذج لمناقشة اختلافاتهم ولكي يكبروا في التقدير المتبادل لوجهات النظر والسفر معاً نحو السلام”.
وختم أوزا قائلاً إنّ “عمل القادة الدينيين والمؤمنين بالإجمال، وعمل الحوار بين الأديان بوجه خاصّ هما مهمّان، ليس فقط للحؤول دون التحريض على العنف، بل لتفضيل التحريض على الفضيلة، وخلق نوع من المجتمع المسالم حيث لا يمكن تخيّل الجرائم من الناحية الأخلاقيّة”.