قام أمين سرّ حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين بمقابلة مع المجلة الفرنسيسكانية San Francesco في 16 تموز 2017 متحدّثًا عن لفتة “التعرّي” التي قام بها القديس الشاب فرنسيس الأسيزي الذي تخلّى عن كلّ شيء في سبيل الاستسلام الكليّ لله ولخدمة إخوته بحسب ما أفادت آن كوريان من القسم الفرنسي لوكالة زينيت.
وقال أمين السرّ: “يكفي أن نضع جزءًا من الرسالة الفرنسيسية حيّز التنفيذ من أجل حلّ مشاكل عديدة التي يعاني منها الكثيرون في هذا العالم. لا أريد أن أكون بسيطًا كثيرًا إنما بالسلام يمكننا أن نقضي على الحرب وكل ما يتبعه من حماية الأرواح البريئة حتى حظر الأسلحة والذخائر”.
وأضاف: “من خلال الدفاع عن الخليقة تصبح البيئة أكثر ترحابًا وأمانًا؛ إنما أكثر من ذلك، إن وضعنا في متناول الطبقات الاجتماعية الأكثر هشاشة وفقرًا تلك الثروات التي يتملّكها عدد كبير ألا يختفي وحش الجوع وسوء التغذية؟”
وأشار إلى أنّ القديس فرنسيس هو من يذكّرنا بذلك يوميًا من خلال لفتة “التعرّي” التي قام بها متخطين الجنسيات والألوان والسياسة والانتماء الديني”. هذا وقد حيّى أمين سرّ حاضرة الفاتيكان هذا الخيار “الثوري” الذي قام به فرنسيس الشاب لأنه كسر كليًا من خلال هذه اللفتة كلّ الروابط مع الحياة التي عاشها في الترف والرفاهية… حتى يضع نفسه كليًا في خدمة الكنيسة بملء حريته ومن دون أي إكراه… بشكل تام ونهائي وكامل”. أصبح فرنسيس شخصًا آخر… في خدمة المسيح من دون أن يعوقه أي اتصال آخر”.
وشدّد الكاردينال بارولين على أنه: “عندما يدعونا الله الآب، لا يمكن للعقل البشري أن يفهم كل شيء. إنّ التغيير الجذري في الحياة…. يسبّب الألم وعدم الفهم بين ذوينا. وهذا الخيار الثوري الذي قام به فرنسيس الشاب “يهزّ الضمائر ويدفعنا إلى طرح الأسئلة”.
كما ذكر أيضًا اللفتة التي حصلت مع القديس فرنسيس عندما قام الأسقف بتغطيته بمعطفه الخاص عندما تعرّى متخليًا عن كل شيء: “لا يمكننا إلاّ أن نرى في ذلك حركة أبوية من الاستقبال والحماية التي تقوم بها الأم تجاه ابنها وهي تعبّر هنا عن الكنيسة الأمّ التي استقبلت القديس فرنسيس ووضعته تحت جناحيها”.