Pixaby, CC0 public domain

تحية للنبي إيليا في زمن يحنو البعض ركبهم لبعل عصرنا!

لا يزال هناك آخرون… بقيَة باقية غير إيليا، والرب يريد أن يعمل من خلالهم أيضاً!!!

Share this Entry

ودخل هناك المغارة وبات فيها، وكان كلام الرب إليه يقول: “ما لك ههنا يا إيليَّا” (1 مل 19: 01)
على المنحدرات الشمالية لوادي بيت كارم الذي يفصل الجليل الأعلى عن الجليل الأسفل، يُعتقد أنّ المغارة المذكورة لا تزال قائمة وكأنّها تردّد شكوى النبي إيليا: “قد غِرت غيرة للرب إله الجنود، لأنّ بني إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف، فبقيتُ أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي ليأخذوها”(1 مل 19: 11)
ولكن الرب سوف يحرّر إيليا من هذا اليأس وهذا الأنين:
“وقد أبقيت في إسرائيل سبعة آلاف، كلّ الركب التي لم تجث للبعل، وكل فم لم يُقَبِّله» (1ملوك 19 :15)
وسيرسله للعمل مجدداً: “إذهب راجعًا في طريقك إلى بريَّة دمشق. وادخل وامسح حزائيل ملكًا على آرام….”
إذاً لا يزال هناك آخرون… بقيَة باقية غير إيليا، والرب يريد أن يعمل من خلالهم أيضاً!!!
وهنا، أيضاً تشجيع لنا…

ففي زمن فقدان حسّ الخطيئة، من الصعب أن لا نشعر مثل إيليا:
والكثير من الشرّ يحيط بنا: نرى من يدّعون الحضارة يشرّعون لأشكال الموت من إجهاض و”موت رحيم” وزواج مثليّين… يغطّون الحروب ويموّلونها… وكم من أخوة “مؤمنين” يتبنون ويسقطون… يحنون الركب لبعل عصرنا تحت عناوين مختلفة تبدأ ب”التفهم ” ولا تنتهي ب”حكمة رعاية المصالح”!!!

كم عدد الذين تم التغرير بهم وسقطوا ضحيّة زيف إستبدال الصليب بوسادة الأنانيّة تحت شعار الراحة في إعلاء حبّ الذات؟!
وكم من أسر تتمزق وأوطان تتشلّع نتيجة “حبّ الذات” هذا…
وعلى الضفة الأخرى ظلام تطرّفٍ: مَن بإسم الدين والله يقطع الأعناق و يكمّ الأفواه!
نعم، من الصعب أنْ لا نشعر مثل إيليا: بالإحباط، واليأس والتساؤل في الغد الآتي…
غير أنّ الربّ يتدخّل، يذكّرنا أنّ لا زمن يخلو من أنبياء يعلون كلمة الحق وقديسين يعيشونها ولو بصمت…
نعم، هناك آخرون…
هناك بقيّة باقيّة، يستطيع الربّ أن يجدّد من خلالها ترهّل قداسة زماننا.
لا يجب أن ننسى أنّ على أقدام الصليب، وقفت أم يسوع وبعض النسوة وتلميذٌ وحيد… لكن يسوع كان هناك! ومن هذه البقية، وفي الوقت الذي اعتقد الجميع أنّ الموت إنتصر، سطع نور الرب وإنهزم الموت… والشر إنكسر!!!
في كل مرّة، يلفّ الإحباط قلوبنا كمؤمنين، ونشعر أنّ إضطهاد “إيزابل” العصر أقوى فلنتنبه أنّ سرّ قوّتنا هو في فادينا الذي لا يتركنا ولنذكر قول الربّ لنبيّه إيليا، ولندرك القلَّة القليلة المقدسة ولنقم للعمل من جديد!!!

فنحن، على ما يقول البابا القديس يوحنا بولس الثاني: شعب القيامة وال”هللويا” أنشودتنا!!

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير