“سأتوجّه إلى روسيا بصفتي معاوناً للبابا الذي يريد بناء جسور بهدف تنمية القدرة على التفاهم المتبادل في العالم، والقدرة على التحاور، كما يريد بناء بيئة وجوّ من العدالة والسلام”. هذا ما صرّح به أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين عن رحلته المقبلة إلى روسيا في آب، خلال مقابلة ضمن حلقة خاصّة من “فرنسيس، بابا الحوار”، وهو برنامج تقدّمه “راي الفاتيكان” مكرّس لرحلات البابا الرسولية الدولية.
أمّا التواريخ الخاصّة بالرحلة فلم تُحدّد بعد، بحسب ما ورد في مقال أعدّته مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت. لكنّ المؤكّد هو أنّ بارولين الذي قال “سأدع الروح القدس يرشدني”، سيلتقي الرئيس بوتين.
وقد شرح الكاردينال أيضاً أنّه في حالة روسيا، “إنّ بناء الجسور يتضمّن مشاطرة علاقات ثنائيّة موجودة أصلاً وهي تلمس حركة الكنيسة الكاثوليكية والحوار مع الكنيسة الأرثوذكسية. لكن لن نتمكّن من التطرّق إلى سياق النشاطات الدوليّة حيث لروسيا وجود فعّال، كموضوع الشرق الأوسط وسوريا أو أوكرانيا”.
في السياق عينه، وخلال المقابلة، توقّف الكاردينال بارولين عند الحركة الدبلوماسيّة للكرسي الرسولي، مشيراً إلى أهمية الحوار: “الحوار يعني اللقاء والتعارف والتفاهم، ووضع أنفسنا مكان بعضنا البعض، وفهم وجهات النظر وإيجاد مجالات للصدف وللتعاون”.
وشرح الكاردينال أنّ البابا يبحث عن “فتح مجالات جديدة للأخوّة، وعن لمس قلب الإنسان، وهو يصرّ على الارتداد الشخصي وعلى معنى الرحمة اللذين قد يتمتّعان بالصفة العلاجيّة للعلاقات بين البلدان. كما وأنّ البابا، عبر هدم جدران اللامبالاة، يأمل أن ينمّي فسحات لقاء جديدة وتعاون، منطلقاً من أوضاع الفقر المادي والروحي”.
نشير هنا إلى أنّ زيارة الكاردينال بارولين إلى روسيا تلي اللقاء الذي جمع الحبر الأعظم بالبطريرك كيريل في شباط 2016 في كوبا، بعد أن كانت زيارة ممثّل فاتيكاني عالي المستوى إلى روسيا تعود إلى عام 1988، عندما زار الكاردينال أغوسطينو كازارولي (أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان آنذاك) موسكو، وشارك في احتفالات ألفيّة معمودية روسيا، ممثّلاً البابا يوحنا بولس الثاني، وقد استقبله الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشيف.
كما وأنّ الحبر الأعظم استقبل الرئيس فلاديمير بوتين في الفاتيكان في 10 حزيران 2015، بعد أن زار الأخير يوحنا بولس الثاني عام 2000 و2003، وبندكتس السادس عشر عام 2007.
أمّا المتروبوليت هيلاريون (رئيس قسم العلاقات الكنسية الخارجية لبطريركية موسكو وأحد المعاونين المقرّبين للبطريرك كيريل) فقد استقبله الأب الأقدس في الفاتيكان في 16 حزيران 2015 وفي 10 كانون الأول 2016.