في لبنان، انعقد مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك في الديمان، أي المقرّ الصيفي للبطريرك الماروني، وذلك لدراسة الوضع المعقّد للمجتمعات الكاثوليكية في الشرق الأوسط. ففي السنوات الأخيرة، لم يتمكّن المجلس المذكور من الانعقاد بسبب الصراعات الدائرة في العراق وسوريا.
في السياق عينه، تركّزت أعمال المجلس على المشاكل الراعوية، كما على الحالات الطارئة السياسية والاجتماعية التي تواجهها المجتمعات الكاثوليكية المحلية التي شهدت انخفاضاً في عدد مؤمنيها منذ أعوام، ممّا شكّل قلقاً حيال مستقبل الكنائس الرسولية لدى البطاركة الذين دعوا إلى مضاعفة الجهود الآيلة إلى تفادي اختفاء تلك الكنائس.
وبناء على مقابلة أجرتها مانويلا أفيجي من القسم الفرنسي في راديو فاتيكان مع البطريرك أغناطيوس الثالث يونان الذي شارك في أعمال المجلس، قال الأخير إنّه يرغب في أن يضاعف الرجاء لدى المؤمنين وفي أن يؤكّد لهم أنّ الله يهب النِعم حيث تكثر التجربة، كما وأنّ الجميع مدعوّون إلى الشهادة لإنجيل السلام وسفك الدماء لأجله…
وأضاف بطريرك أنطاكيا للسريان الكاثوليك أنّه من واجب المسؤولين التفكير في مستقبل الكنيسة الكاثوليكية وديمومتها، سواء عبر المجتمع الدولي أو عبر الكنيسة الجامعة بنفسها قائلاً: “نحن مستعدّون لسفك الدماء لأجل المسيح، لكننا لن نقبل بأن تكون كنائسنا الرسولية بخطر. يجب فعل المستحيل وبذل الجهود لوضع حدّ للعنف الذي يولّد الفوضى، التي هي بدورها أكبر عدوّ للمجتمات المسيحية وللأقليات الأخرى… لأنّه يحقّ للجميع أن يحيوا”.