كم هي جميلة سيمفونية الصمت التي حضّرت حلول الكلمة الأزلي في أحشاء مريم!!
فصمت عذراء البشارة لم يكن صمتاً سلبياً إنما حالة سكون تسمح بتلقي الكلمة!
هذا الصمت كان خير وسيلة فتحت المجال أمام سماع صوت الرب حتى يتم لقاء الإنسان بخالقه …. وهذا اللقاء هو جوهر الصلاة. غالباً ما نتغنى – و عن حق – ب “نعم” مريم بالمضي بمشيئة الرب، و لكن قلّما نهتم بنعمة سكون القلب الذي سمح لها بسماع صوت الرب!!
في السكون نجد أنفسنا و فيها لا بد أن نرى ضرورة الإتحاد بخالقنا، على ما تقول القديسة تريزا الأفيلية أنه واهم من يظن أنه يستطيع أن يدخل السماء إن لم يدخل نفسه أولاً.
إنساننا اليوم غارق بضجيج عالمه. وكل وسائل تواصله غالباً ما يجعلها وسائل إنفصاله عمّا يجب ألاّ ينقطع. يقول أحد المفكرين أن أجهزة التليفون و التلفزيون والإذاعة والسينما وصفحات المجلات والجرائد تتبارى على شيء واحد خطير، هو سرقة الإنسان من نفسه!!
فيا ليتنا نستفيد من تلك ولا ننسى أن نفسح مجالاً لصمتها من أجل فسحة تفاعل بين سكوننا و كلمة الله … فبهذا خير التفاعل لإنه يفضي الى خير تحوّل.
عذراء البشارة معلمة الصلاة :
فليكن مثالها أمامنا كي نقدم قلبنا كأحشائها رحما يستقبل ” الكلمة ” و منها يولد خلاصا….
Robert Cheaib - Theologhia.com
عذراء البشارة معلمة الصلاة
كم هي جميلة سيمفونية الصمت التي حضّرت حلول الكلمة الأزلي في أحشاء مريم!!