في بنغلادش، تحديداً في حدائق مطرانية داكا، اجتمعت الديانات البارحة 1 كانون الأول 2017 ضدّ الحقد والفساد والفقر والعنف، خلال صلاة مسكونية بين الأديان على نيّة السلام، بحضور ممثّلين عن المجتمعات المسلمة والهندوسية والبوذية والمسيحية، بالإضافة إلى السلطات المدنية، بحسب ما ورد في مقال أعدّته آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
وفي التفاصيل، خلال اليوم الثاني من الرحلة الرسولية إلى بنغلادش، شارك الأب الأقدس في هذا الحدث الذي قال عنه مراراً إنّه “مهمّ”. نشير هنا إلى أنّ البابا وصل إلى المكان في عربة تجرّها درّاجة، ثمّ جلس تحت خيمة كبيرة لمشاهدة الرقصات التقليدية والاستماع إلى الأغاني لأجل السلام، والكلمات التي ألقاها الممثّلون عن الأديان المختلفة.
أمّا في كلمته، فقد تمنّى الأب الأقدس أن يكون هذا اللقاء “إشارة واضحة حول جهود قادة الأديان الموجودة في البلاد للعيش معاً في الاحترام المتبادل والإرادة الطيّبة”.
كما ودعا البابا إلى عيش الاهتمام الديني لخير القريب، “ذاك الاهتمام الذي يروي أراضي الحقد والفساد والفقر والعنف القاحلة، وهي الآفات التي تقسّم العائلات وتشوّه هبة الخلق”.
الفقراء واللاجئون والأقليات المضطهدة
ودعا الحبر الأعظم أيضاً في كلمته إلى “مدّ اليد للآخرين ضمن إظهار الثقة المتبادلة والتفاهم، بهدف بناء وحدة تدمج التنوّع بدون أن تشكّل تهديداً، وتفتح القلب ليرى الآخرين كطريق وليس كعقبة. إنّ انفتاح القلب باب”.
وأعلن أسقف روما أنّ انفتاح القلب هو اختبار حقيقي، وهو حوار وليس فقط تبادلاً للأفكار والثقافات”. وأضاف: “إنّ انفتاح القلب يدفعنا إلى البحث عن خير الآخرين… خاصّة وأنّ عالمنا بحاجة إلى قلوب تنبض بقوّة لمواجهة الإيديولوجيات الدينية المدمّرة وتجربة التغاضي عن حاجات الفقراء واللاجئين والأقليات المضطهدة والأكثر حساسية. إنّ هذا الانفتاح ضروريّ أيضاً لاستقبال سكّان العالم، خاصّة الشباب الذين يشعرون غالباً أنّهم لوحدهم في البحث عن معنى للحياة”.
وختم قائلاً: “لعيش انفتاح القلب، علينا تنقية قلوبنا لنتمكّن من رؤية الأمور في نصابها الصحيح. وهذا الأمر يتضمّن أيضاً المثابرة في التزام فهم الآخرين وتقييم وجهة نظرهم”.