طالب البابا فرنسيس بإلحاح اليوم خلال المقابلة العامة مع المؤمنين باحترام “الوضع الراهن” لمدينة القدس، متمنياً التحلّي “بالحكمة والحذر لعدم إضفاء عوامل أخرى على التوتّر السائد أصلاً والمطبوع بالعديد من النزاعات”، وذلك بعد قرار رئيس الولايات المتحدة الأميركية بالاعتراف بالمدينة كعاصمة لإسرائيل، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
“لا يمكنني أن أُسكِت قلقي العميق حيال الوضع الذي فرض نفسه في الأيام الأخيرة. وأنا أوجّه في الوقت عينه نداء كي يقضي التزام الجميع باحترام الوضع الحالي للمدينة، بناء على قرارات الأمم المتحدة. إنّ القدس مدينة فريدة ومقدّسة بالنسبة إلى اليهود وإلى المسيحيين والمسلمين، الذين يكرّمون فيها جميعاً الأماكن المقدّسة التابعة لدياناتهم، كما وأنها مدينة تتمتّع بنداء خاصّ للسلام”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ العديد من الأصوات علت منذ البارحة، شاجبة احتمال نشوب أزمة دولية، فيما الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن نيّته عن نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، معترفاً بالأخيرة كالعاصمة الإسرائيلية.
وأضاف البابا قائلاً: “أصلّي كي يتمّ الحفاظ على هذه الهوية، وأن يتمّ تعزيزها لصالح الأراضي المقدّسة والشرق الأوسط والعالم أجمع”.
من ناحية أخرى، وضمن التحيّات التي يُلقيها على الحجّاج خلال المقابلة العامة مع المؤمنين، أوصى الأب الأقدس الناطقين باللغة الفرنسيّة بانفتاح القلب تحضيراً لعيد الميلاد: “في زمن المجيء، فليساعدنا الرب وليساعد شعبَي ميانمار وبنغلادش، على فتح قلوبنا لنحبّه ولنحبّ القريب”.
أمّا بالنسبة إلى الحجّاج الناطقين بالعربية والآتين من الأردن والأراضي المقدسة والشرق الأوسط فقد قال: “مَن لا يتألّم مع أخ متألّم، حتّى ولو كان يختلف عنه بالعرق واللغة والثقافة، إنّما عليه أن يتساءل عن صدق إيمانه وبشريّته”، في إشارة إلى وضع الأقليات والروهينغا المضطهدة في برمانيا. وأضاف قائلاً: “تأثّرت خلال لقائي لاجئي الروهينغا، وطلبت إليهم أن يسامحونا على ما قصّرنا به وعلى صمتنا، فيما طلبت إلى المجتمع الدولي أن يساعدهم وأن ينقذ كلّ المجموعات المضطهَدة في العالم”.