“إنّ اللّسان هو نبض القلب. تريد أن تعرف من هو الشّخص، اسمعه يتكلّم…”
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
زارت مريم إليصابات…. امتلأت من الرّوح القدس، وهتفت بأعلى صوتها، “مباركة أنتِ في النّساء، ومباركة ثمرة بطنك!”
وبادلتها الكلام مريم، معظّمة الرّبّ في نشيدها، معلنة بهجة روحها، لأنّ القدير صنع بها العظائم…
إنّها زيارة مباركة…إنّه حوار مقدّس…
ترانا ، بمَ نتفوّه عندما نزور أقرباءنا؟؟؟؟ بمَ تتّصفُ حواراتنا اليوميّة ؟؟؟ هل نجعل الإيمان جليسنا؟؟؟
هل نتبادل بشارة الحبّ والخير؟؟؟ هل نخطّط لبلوغ خلاصٍ ما، من خلال ما تتفوّه به ألسنتنا؟؟؟؟
اعتبر أبونا يعقوب، أنّ اللسّان هو مبخرة اللّه. دعانا إلى احترامه، لأنّنا نضع عليه القربان… كما اعتبر أنّ الإنسان يتزيّن بالنّطق العاري منه كلّ حيوان. وأكّد أنّ اللّسان هو ترجمان العقل، لأنّه يلبس الفكر ثوبًا حسّاسًا ويظهره للوجود…
شبّه اللّسان بإبرة السّاعة قائلًا:” كما تدلّ إبرة السّاعة على حركة الدّواليب المخفيّة، هكذا الكلام يُظهر حسن نظام القلب أو انحرافه.”
اللّسان صورة الإرادة، لا شيء حرّ أكثر من إرادة الإنسان، واللّسان هو صورتها. لا تأثير للطّبيعة فيه، لا يشعر بالبرد، و بالحرّ، وبالتّعب… بينما كلّ الجسد محبوس بصندوق، وكلّ الأعضاء مربوطة ، نراه يتنزّه متباهيًا، وحرًا كأميرٍ في وسط الحلّق…
لو فكّرنا بعمق، لاكتشفنا أهميّة الميزات الّتي يزيّننا بها الرّب..لعرفنا أهميّة النّعم الّتي يميّزنا بها، عن سوانا من المخلوقات… هل نعمل على تمجيد الخالق من خلال هداياه؟؟؟ هل نستغلّ عطاياه لإضفاء الخير حيثما نعيش، ولإغناء لقائنا بالآخر….
نسألك يا ربّ النّعمة، ونطلب منك أن تجعلنا بُكمًا، أمام كلّ ثرثرةٍ لاهية أو مؤذية، كما نطلب منك أن تساعدنا، لتعظّم ألسنتنا اسمك القدّوس، فتبتهج أرواحنا بخلاصٍ تعدّه أنت لنا…