“اجعلينا نتّخذها عادة أن نقرأ كلّ يوم مقطعاً من الإنجيل، واجعلينا على مثالك نحافظ على الكلمة في قلبنا كي تثمر في حياتنا”. تلك كانت النعمة الأولى التي طلبها البابا فرنسيس بعد ظهر الجمعة 8 كانون الأول لأجل أبرشيّته، لدى تكريمه التقليدي للعذراء لمناسبة عيد الحبل بلا دنس، مُصرّاً على الصلة بين العذراء وكلمة الله.
من ناحية أخرى، طلب أسقف روما من العذراء نعمة خاصة: أن تنمّي مدينة روما دواء أو ترياقاً ضدّ الفيروسات التي نراها دائماً في المجتمعات، ومن بينها “اللامبالاة التي تقول “هذا لا يعنيني”، والتربية المدنية السيّئة التي تحتقر الخير العام، والخوف من الغريب، والنفاق الذي يتّهم الآخرين، واستغلال الآخرين. ساعدينا يا مريم على إبعاد هذه الفيروسات عبر ترياق الإنجيل”.
أمّا النعمة الثالثة التي طلبها الحبر الأعظم فقد كانت أيضاً لروما: “اجعلينا، خاصّة في التجربة والصعوبات، أن نصوّب أنظارنا إلى يديك المفتوحتين اللتين تُنزِلان نِعم الرب على الأرض، وأن نتخلّص من كلّ تكبّر لكي نعرف أننا خطأة، مع علمنا أننا نبقى دائماً أولادك. وبهذا، اجعلينا نضع يدنا بيدك لتقودينا نحو يسوع أخينا مخلّصنا، ونحو الآب السماوي الذي لا يتعب أبداً من انتظارنا ومن مسامحتنا عندما نعود إليه”.
كما واتّحد الأب الأقدس في صلاته التي تلاها عند قدمي العذراء بالمؤمنين في روما قائلاً: “يا من حُبل بك بلا دنس، للمرّة الخامسة آتي عند قدميك كأسقف لروما لأكرّمك باسم جميع سكّان المدينة. نرغب جميعاً في أن نشكرك لمرافقتنا في طريقنا… نشكرك لأننا كلّما تلونا “السلام عليك يا مريم” حتّى ولو بسرعة، نشعر دائماً بوجودك القويّ والحنون”، بناء على ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
ثمّ ختم الأب الأقدس صلاته بجملة: “نشكرك يا أمّنا لأنك تصغين إلينا دائماً. باركي الكنيسة في روما وباركي هذه المدينة وباركي العالم أجمع”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البابا بيوس التاسع طلب من النحّات الإيطالي جوسيبي أوبيتشي (1807 – 1878) العمل على تمثال العذراء تخليداً لتحديد عقيدة الحبل بلا دنس عام 1854. أمّا المشروع بأكمله فقد صُمِّم من قبل المهندس المعماري لويجي بوليتي (1792 – 1869)، الذي وضع بدوره التمثال في أعلى عمود من الرخام، تزيّن قاعدته أربعة تماثيل لأنبياء أعلنوا عن مجيء المسيح (إشعيا، الملك داود، موسى وحزقيال). مع العلم أنّ رجل إطفاء يرفع تقليدياً السُلّم ليعلّق إكليلاً من الورود على ذراع العذراء الأيمن.