“أرِني جراحك، أريد أن أشفيها”: ذكّر البابا فرنسيس بهذه الدعوة الإلهية خلال العظة التي ألقاها صباح اليوم من دار القديسة مارتا في الفاتيكان، بناء على ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
مُعلِّقاً على القراءة الأولى بحسب التقويم اللاتيني من سفر إشعيا (41 : 13 – 20)، حيث يخاطب الله شعبه قائلاً “لا تخف سآتي لأساعدك”، لفت البابا إلى أنّ إلهنا يبدو أنّه يرغب في غناء تهويدة لنا. “وإلهنا قادر على ذلك، فهذا عطفه بما أنّه أب وأمّ. “ألم يقل غالباً: إن نسيت المرأة رضيعها فأنا لا أنساك؟ إنّه يحملنا في أحشائه”.
وتابع الأب الأقدس قائلاً : “عبر هذا الحوار، جعل الله نفسه صغيراً ليجعلنا نفهمه ونثق به، وكي نتمكّن من مناداته، بشجاعة بولس، “أبا”. فهو الإله الذي جعل نفسه صغيراً. وفي صغره، تبدو عظمته… وعيد الميلاد يساعدنا على فهم هذا: في ذاك المذود… نرى الإله الصغير”.
من ناحية أخرى، دعا الأب الأقدس في عظته إلى فحص ضمير وإلى التساؤل: “هل يمكنني مخاطبة الرب هكذا أو أنني أخاف؟ فليفكّر كلّ واحد منّا وليُجب”.
ثمّ أضاف الحبر الأعظم: “ما هو المكان اللاهوتي لحنان الله؟ أين يمكننا أن نجد حنان الله؟ وأين يظهر هذا الحنان؟” وهنا أجاب: “في الجرح! في جراحي وجراحك، عندما يلتقي جرحي بجرحك”.
كما ودعا أسقف روما إلى التفكير في دعوة الرب: “هيا، أرِني جراحك، أريد أن أشفيها”. واقتبس البابا جملة للقديس توما شارحاً: “ما هو أكثر شيء ألوهي؟ عدم الخوف من الأشياء الكبيرة، لكن التنبّه للأشياء الصغيرة؛ هذا ما هو ألوهي”.