“إنّ أيّ مطالبة بامتلاك القدس حصرياً سيفتح الطريق أمام وضع مظلم مناف لجوهر المدينة المقدّسة وصفاتها، بما أنّ تلك المطالبة ستكون تدوس على الآليّة التي حافظت على السلام على مرّ العصور”.
هذا ما أكّده 13 مسؤولاً مسيحياً بين بطريرك ورئيس كنيسة، كانوا موجودين في الأراضي المقدّسة، في بيان لهم بشأن القرار الأميركي الأخير، مصرّين على أنّ هذا رأيهم حتّى التوصّل إلى اتّفاقية سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أساس المفاوضات والقوانين الدولية.
كما ويمكن أن نقرأ في البيان الذي وصل إلى وكالة فيدس (ونقل مقتطفاته القسم الفرنسي من موقعها الإلكتروني) “أنّ مسيحيّي الأراضي المقدسة يعرفون أنّ “وجودهم وشهادتهم مرتبطَين بالأماكن المقدّسة وإمكانية الوصول إليها، والتي تجعل من المدينة مكاناً للّقاء وللوحدة بين مؤمني الأديان المختلفة”.
وأضاف المسؤولون في بيانهم: “إنّ القدس هبة وأرض مقدّسة للعالم أجمع. ومحاولة امتلاك مدينة القدس أو وضعها في إطار معيّن سيؤدّي إلى وضع سيّىء للغاية”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ يوم الأحد 17 كانون الأول الحالي، التقى الملك الأردني عبد الله الثاني رؤساء الكنائس والطوائف المسيحية في الأراضي المقدسة، بالإضافة إلى المدبّر الرسولي لبطريركية اللاتين في القدس المونسنيور بيرباتيستا بيتزابالا، وحارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، وبطريرك الروم الأرثوذكس في القدس تيوفيلوس الثالث، والأسقف اللوثري مونيب يونان، وذلك لمعايدتهم.
بدورهم، عبّر المسؤولون المسيحيون عن امتنانهم للملك حيال دعمه للمحافظة على الممتلكات المحيطة بالأماكن المقدّسة، وعلى إعادة تأكيده أنّ حقوق المسيحيين والمسلمين في القدس “أبدية”، ومطالبته بأن تحمي السلالة الهاشمية المواقع المقدسة.