قبل أيّام على عيد الميلاد، وتحديداً في 17 كانون الأول الحالي، تسبّب اعتداء إرهابي في مدينة كويتا الباكستانية (على بُعد 65 كيلومتراً عن الحدود الأفغانية أي في مقاطعة بالوشيستان غرب البلاد) بمقتل ثمانية أشخاص على الأقلّ وجرح حوالى الثلاثين، بناء على معلومات أوّلية نقلها القسم الفرنسي من موقع راديو الفاتيكان الإلكتروني.
وفي التفاصيل، حاول رجلان مزوّدان بأحزمة ناسفة الدخول إلى كنيسة للميثوديين كانت تضمّ حوالى 400 مؤمن يشاركون بقدّاس الأحد. إلّا أنّ الشرطة أوقفتهما قبل الدخول، ففجّر أحدهما نفسه، فيما تبادل الآخر إطلاق النار مع الشرطة وتمّ إيقافه. وبعد ساعات على الاعتداء، تبنّت الدولة الإسلاميّة الاعتداء عبر تغريدة على موقع تويتر.
في هذا السياق، قال سارفاراز بوغتي وزير الداخلية “إنّ عدد الضحايا كان ليكون مرتفعاً جداً لو لم تعترض الشرطة طريق الإرهابيّين”، فيما أدان محمد فيصل الناطق باسم الخارجية الباكستانية “هذه الاعتداءات الجبانة التي لن تعيق تصميم الباكستان على محاربة الإرهاب”.
ردّة فعل السلطات الدينية
من ناحية المسؤولين الدينيين، أدان رئيس أساقفة إسلام أباد المونسنيور جوزف أرشاد “الاعتداء الوحشي” في بيان له، مؤكّداً صلاته على نيّة الضحايا وعائلاتهم، وداعياً الحكومة إلى ملاحقة الإرهابي الذي بقي على قيد الحياة، وإلى مضاعفة الحماية للمسيحيين خاصّة مع اقتراب العيد. كما وأصرّ أرشاد على ضرورة تطبيق قرار المحكمة العليا العائد لعام 2014، والذي يقضي بمحو الإرهاب والتطرّف في البلاد.
أمّا مجلس الكنائس المسكوني الذي يجمع أعضاء الطوائف البروتستانتية والإنجيلية والأرثوذكسية، فقد عبّر في يوم الاعتداء عن سخطه حيال المآسي التي تطال الحياة البشرية “في حين أنّ المؤمنين يجتمعون للصلاة”، وأكّد أنّه “لن يسمح بأن يُضعف هذا العمل الإيمان والوحدة والعمل المشترك للسلام والعدل في العالم”.