“التمتّع بوجوه أشخاص مُخلَّصين ومسامَحين، وليس وجوهاً سهرت على ميت”: تلك هي النصيحة التي أسداها البابا فرنسيس اليوم إلى المؤمنين خلال عظته التي ألقاها صباحاً من دار القديسة مارتا، بحسب ما أورده القسم الفرنسي من موقع راديو الفاتيكان الإلكتروني.
في التفاصيل، كرّس الأب الأقدس عظته للفرح الذي ينبع من غفران الخطايا ومن القُرب من الرب، بعد قراءات الطقس اللاتيني التي تتكلّم عن هذا الفرح الكبير الذي يأتي من الداخل وليس من فرح عيد ما.
ثمّ أشار الحبر الأعظم إلى ثلاثة أوجه للفرح: أوّلاً، الفرح الذي يولد من الغفران: “الرب ألغى إدانتك”. وهنا، دعا أسقف روما إلى الابتهاج وليس إلى عيش الفتور، لأنّ معرفتنا أنّنا نلنا الغفران، هي أصل الفرح المسيحي. “علينا أن ندرك الإعتاق الذي مدّنا به يسوع… كان هناك فيلسوف ملحد ينتقد المسيحيين قائلاً إنّه سيؤمن بالمخلّص عندما يرى وجوه المسيحيين فرحة!” وأعلن البابا أنّ كلّاً منّا غُفرت له خطاياه لأننا ضعفاء: “إلهنا إله الغفران”.
كما ودعا الأب الأقدس إلى الفرح “لأنّ الرب يسير معنا، وذلك منذ اللحظة التي دعا فيها ابراهيم؛ فهو معنا وفي وسطنا، كما في وسط تجاربنا وصعوباتنا وأفراحنا”. وهنا، شجّع البابا المؤمنين على “توجيه بعض الكلمات للرب خلال كلّ يوم لأنّه معنا”.
أمّا الوجه الثالث الذي تطرّق إليه البابا فهو عدم الاستسلام خلال المصاعب: “التشاؤم في الحياة ليس مسيحياً، بل هو يولد من جذع يجهل أنّ معاصيه غُفِرت، وجذع لم يشعر يوماً بمداعبات الله. ويمكننا القول إنّ الإنجيل يجعلنا نرى ذاك الفرح (كفرح مريم لمّا أخبرها الملاك بحمل إليصابات ولمّا نهضت مسرعة لزيارتها). وهذا الفرح يحملنا على الانطلاق بسرعة لأنّ نعمة الروح القدس لا تعرف البطء… الروح القدس مستعجل دائماً، وهو يدفعنا للانطلاق والتقدّم كالريح التي تعصف في الشِراع. وهذا الفرح هو نفسه الذي جعل جنين إليصابات يرتكض خلال اللقاء مع مريم، أي الفرح الذي تطلبه منّا الكنيسة. فلنبذل إذاً جهداً لنُظهر للآخرين أننا مُخلَّصون، وأنه في حال زلّت قدمنا، سيسامحنا الرب دائماً لأنّه إله الغفران وهو في وسطنا، ولن يدعنا نستسلم. هذه هي رسالة اليوم: انهض وامشِ واصرخ فرحاً وابتهج وسبّح من كلّ قلبك”.