“ما تزرع تحصد”، هذا مبدأ أساسي للأهل. يجب الأخذ بعين الإعتبار بأن ما أولادهم غداً هم نتيجة “زرع الأهل”، إذا هذا الزرع فاسد فالأولاد فاسدون وإذا كان الزرع جيّد فالأولاد جيدون. نعم، هناك إستسنائيات مرات عديدة بالرغم من “الزرع الجيد” نرى الأولاد فاسدون والعكس صحيح.
بالمجمل إذا أراد الأهل بأن يكون أولادهم محبيّن وعطوفين نحوهم ويهتمون بهم، لا بدّ لهم:
أولاً: بأن يتصرّف الأهل نحو “الجد/الجدّة” بكثير من العاطفة والحبّ، وأن يكونوا المثال بالحبّ والتضحية “للوالدين”. مثلاً: إذا كبرت وأنا أرى والدي يركض من أجل “جدّي” ويضحّي أمامه، ويحمّمه ويهتم به ويقدّم له كثير من الحبّ والعاطفة إنه لمثال قوي لي، عندما يصبح “أبي” كبيراً بالعمر أن أتصرّف معه كيف تصّرف مع “جدّي”. أما إذا وأنا صغير أرى أبي يعامل جدّي بقساوة، يصرخ عليه، لا يستقبله في البيت وإلخ. عندما أكبر أنا لا شعورياً سأتصرّف هكذا مع والدي… نعم، يا لغرابة الحياة، لأنّ بالمكيال الذي تكيلون به ستكالون به”.
ثانياً: بأن يتصرف الأهل بكثير من الحبّ والعاطفة نحو أولادهم وأن يعطوهم وقت. لأن الذي يريد حبّ يجب أن يشتري الحبّ بالحبّ وليس بأغراض وهدايا. ومن يريد أن يؤخذ حبّ بالمستقبل لا بدّ له أن يقدّم حبّ بالحاضر. ومن يريد أن يقطف من شجرة أولاده حبّ لا بدّ أن يسقيها حباً أولاً.
تعالوا لنتأمل بغرابة الحياة وجمالها:
- كان والديّ يساعدونني لأمشي سيأتي يوماً وأنا سأساعدهم ليمشوا.
- كان والديّ يساعدونني لأتناول الطعام سيأتي يوماً، وأنا سأساعدهم ليتناولوا الطعام.
- كان والديّ يساعدونني لأتحمم لألبس ثيابي وهكذا سأفعل بالمقابل يوماً ما…
نعم، يوماً ما سيصبح أبي وأمي “أطفالاً كبارًا” لي… فطوبى لمن زرع الحبّ في أولاده.