“ما من شيء مقدّس أكثر من الإنسان الذي شاطره الله بنفسه طبيعته البشرية”. هذا ما أعلنه بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول في رسالة العيد، بحسب ما كتبته الزميلة مارينا دروجينينا من القسم الفرنسي في زينيت.
“نحن نناضل لأجل كرامة الإنسان وحماية الحرية والعدالة البشرية، عارفين تمام المعرفة أنّ السلام الحقيقي يأتي من الله. وفي الكنيسة، نحن نعيش اختبار الحرية عبر المسيح وفيه ومعه. فالحرية في يسوع موجّهة دائماً نحو القريب، وهي دائماً الحقيقة في الحبّ والتي هي نفسها حجر الزاوية وضمانة المستقبل للبشرية”.
وأضاف البطريرك في رسالته: “للأسف، مرّة أخرى، تصدح كلمتا “ولد المسيح” في عالم مليء بالعنف والصراعات الخطرة وعدم المساواة وتجاهل لحقوق الإنسان الأساسية”، مذكّراً أنّ عام 2018 يصادف الذكرى السبعين لإعلان حقوق الإنسان.
وتابع برتلماوس رسالة الميلاد قائلاً: “ما زلنا لم نتعلّم من التاريخ أو أننا لا نرغب في ذلك! فلا اختبار العنف المأساوي ولا إهانة الإنسان والمناداة ببعض الأفكار منعت السعي خلف الاعتداءات والسلطة والحرب والاستغلال المتبادل. كما وأنّ هيمنة التكنولوجيا وتطوّر العلوم والاقتصاد لم يؤدّيا إلى العدالة الاجتماعية والسلام، فيما العولمة تقضي على التناغم”.
نشير هنا إلى أنّ البطريرك حاز على دكتوراه من جامعة القدس اليهودية في 6 كانون الأول الحالي لأجل مساعيه في مهمّته. وقد قال آنذاك في كلمته التي ألقاها “إننا بحاجة إلى بعضنا البعض، وإنّ الأزمة الحالية هي مناسبة لممارسة التضامن والحوار والتعاون والانفتاح والثقة”، مذكّراً بالحوار بين البطريركية واللجنة اليهودية الدولية القائم منذ أربعين عاماً، ومشيراً إلى أنّ منطقة المتوسط شهدت تعايشاً مسالماً بين اليهود والمسيحيين والمسلمين. “وهذا يشير إلى أنّ الديانات قد تكون جسوراً بين الأشخاص وأدوات سلام ومسامحة وتفاهم وتقارب بين الثقافات. كما وأنّ الحوار بين الأديان يمكنه أن يشفي وأن يُبعد الأحكام المسبقة ، فيما يساهم بالتفاهم المتبادل وفي حلّ الصراعات”.