“خلال العظة التي يتلوها، الكاهن مدعوّ لتقليد البابا فرنسيس الذي يخاطب قلب المؤمن، مستخدماً حالات يومية حسية، تنيرها كلمة الله”. هذا ما أشار إليه الكاردينال بنيامينو ستيلا عميد مجمع الكهنوت، وذلك خلال مقابلة أجرتها معه وسائل إعلام الفاتيكان بتاريخ 5 كانون الثاني، ونقلت لنا مقتطفاتها الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت. وقد أضاف ستيلا قائلاً: “إنّ العظة لا تهدف إلى عرض الكاهن معلوماته، بل إلى عرض الإنجيل لأجل حياة المؤمن اليومية”.
متطرّقاً إلى التطبيق الجديد Clerus-App الذي أطلقته الدائرة المذكورة والخاصّ بعظات أيّام الآحاد، شرح الكاردينال أنّه يهدف إلى مساعدة الكهنة “المرهقين”، عبر اقتراح “عظة مقتضبة جاهزة” عليهم، حيث يمكن للكاهن أن يستوحي أفكاراً لعظته.
“العظة ليست درساً، بل هي تهدف إلى نشر كلمة الله للمؤمنين، وهي أصبحت اليوم الأداة الأساسية لنشر الإنجيل والتعليم المسيحي، أي أنها الوقود الروحي”.
مستشهداً بعظات البابا اليومية في دار القديسة مارتا، أشار الكاردينال ستيلا إلى أنّ الأب الأقدس “يعطينا المثال، إذ تكون لديه فكرتان أو ثلاثة أفكار. وهو يتكلّم ببطء ويفكّر مليّاً في ما سيقوله… ونحن مدعوّون قليلاً لتقليده، لأنّه راعٍ. إنّ البابا كاهن البشرية والشعب المسيحي. لماذا يصغي إليه الشعب؟ لأنّه يخاطب القلب”.
من ناحية أخرى، وبالنسبة إلى عميد مجمع الكهنوت، “يجب إعداد الإكليريكي منذ بداياته ليجيد فنّ إلقاء العظة: فلنحترم الناس من ناحية استخدام الوقت والأسلوب. لا يمكن أن تكون العظة عرضاً للمعلومات، بل إنّ معناها يتمحور حول حياة المؤمن اليومية… على الكاهن أن يبدأ منذ يوم الاثنين بالتفكير في عظة الأحد، وأن يشعر بمعناها عبر الأمور الحسية التي تحصل خلال الأسبوع وبين الناس، لتصبح العظة شيئاً منتَظَراً وفعّالاً للحياة”.
وختم الكاردينال ستيلا مقابلته متمنياً أن يخرج المؤمنون من الكنيسة وهم يقولون: “الكاهن خاطبني أنا أيضاً وسأحاول أن أتحسّن”.