Freepik

درب عقلك على التركيز

حيث يذهب التركيز تتدفق الطاقة

Share this Entry

في عالم اليوم المثقل بالمعلومات، أصبح من الصعب علينا أن نحافظ على تركيزنا طوال الوقت، فكم من مرة نجد أفكارنا مشتتة في حوارات ذاتية خلال الاجتماعات؟ أو كم مرة نجد أن رسائل البريد الإلكتروني تسحبنا بعيداً عن العمل الأكثر أهمية؟.

في دراسة أجريت على أكثر من 35.000 قائد في عددٍ كبير من الشركات عبر أكثر من 100 بلد، تبين أن 73 ٪ من القادة يواجهون مشكلة في الحفاظ على تركيزهم أثناء القيام بمهامهم في بعض أو حتى في معظم الأوقات.

وقد بينت هذه الدراسة أن 67٪ من القادة يعانون من تشتت التركيز نتيجةً لفوضى الأفكار لديهم وعدم وجود أولويات واضحة، ولذلك فإن 65٪ من هؤلاء القادة الذين أجريت عليهم الدراسة لا ينجحون في إكمال مهامهم، حيث تُعد مقاطعات الآخرين، الضغوطات اليومية، الأولويات التنافسية، وضخامة عبء العمل من أبرز مصادر التشتت وضعف التركيز.

وفي حين أن هذه الأرقام تنذر بالخطر، فإنها تمثل أيضاً إمكانية هائلة لتحسين الأداء والفعالية، حيث يقول بيتر دراكر وهو كاتب ومفكر كبير في علم الإدارة إذا كان هناك سر واحد للفعالية في عصرنا الحالي الذي يتسم بكونه عصر المعلومات فإن هذا السر هو التركيز بلا شك.

لذلك كانت القدرة علي التركيز الهادئ والواضح على المهام الصحيحة -في الوقت المناسب والطريقة الصحيحة- هي المفتاح لتحقيق نتائج استثنائية، فحالة التشتت وقلة التركيز يمكن أن تعني إهدار الوقت أو خسارة فرص ذهبية.

في الواقع، لقد لاحظنا من خلال سنوات الخبرة التي مررنا بها وجود علاقة مباشرة بين مستوى تركيز الشخص وتقدمه الوظيفي، فمن بين العديد من القادة الذين عملنا معهم، نجد أن الغالبية العظمى منهم تمتلك القدرة الجيدة على التركيز، هذا لا يعني أن التركيز الاستثنائي هو الطريق الوحيد إلى النجاح الوظيفي لكن هذا النجاح سيكون أكثر صعوبة في غيابه، فالتركيز بالنسبة للقادة الطموحين يعد شعاراً يومياً، لذلك كان العمل على تعزيز مهاراته عملية بالغة الأهمية.

لقد كتب الكثير من المفكرين عن كيفيه تحفيز قوة التركيز بشكل أفضل، وكان من الواضح أن الممارسة الذهنية هي الأساس في هذه العملية، فإذا كنت تواجه مشكلة في التركيز فإليك هنا بعض الاستراتيجيات البسيطة التي قد تساعدك في تعزيز وتحفيز قوة التركيز لديك:

  • فهم نمط تركيزك اليومي: إذا نظرنا إلى مدى قدرة القادة على التركيز خلال النهار فسوف نجد نمطاً واضحاً جداً قد يختلف قليلاً من شخص لآخر، وفهم هذا النمط مرتبط بفهم كيفية التخطيط الناجح ليومك، فمع وضع هذا النمط في الاعتبار والنظر إلى الأنشطة التي تقوم بها في أوقات مختلفة من اليوم، تأكد من التخطيط لأنشطتك واجتماعاتك الهامة في الأوقات التي يكون فيها تركيزك في أعلى مستوياته، وخطط للقيام بالمزيد من المهام العملية خلال الساعات التي يكون فيها تركيزك أضعف.
  • معرفة العوامل التي تؤثر على تركيزك: هناك العديد من العوامل البدنية والعقلية أيضاً التي تؤثر على التركيز سواء أكان ذلك سلباً أو إيجاباً، ويُعد النوم من العوامل الأكثر تأثيراً على قدرة الاستمرار في التركيز، إضافةً إلى ممارسة الرياضة ونوعية الطعام الذي تتناوله، أضف إلى ذلك أن الحالة النفسية لها تأثير كبير أيضاً، فالمشاعر السلبية عموماً تقلل من قدرتنا على التركيز، بعبارة أخرى إذا كنت غاضباً فمن الصعب أن تركز على أي شيء آخر، والشيء نفسه ينطبق على الرغبات فالمشاعر الإيجابية لها تأثير معاكس لذلك.

يُقال “حيث يذهب التركيز تتدفق الطاقة” فالتركيز هو مفتاح الفعالية والإنتاجية، لذلك حاول أن تعزز من قوة تركيزك لرؤية الصورة الأكبر والأشمل فمع القليل من الجهد يمكنك الحفاظ على تركيزك طوال اليوم.

Share this Entry

الأب عماد طوال

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير