“يبدو لي أنّ أسوأ التجارب هو البقاء هنا و”اجترار” الحزن! نعم، البقاء هنا والتأمّل بمصابنا. وهذا ما حصل للرسل”!
بهذه الجملة، أراد البابا فرنسيس التكلّم عن الرسول بطرس “المُحبَط لكن الذي لمسته الرحمة فتحوّل”، أمام الكهنة والشمامسة والمكرّسين وإكليريكيّي التشيلي الذين التقاهم بعد ظهر يوم الثلاثاء 16 كانون الثاني في كاتدرائية سانتياغو، بحسب ما ورد في مقال أعدّته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
وفي كلمته التي ألقاها على مسامع الحاضرين، طلب الأب الأقدس من كلّ واحد منهم أن يُجري “عهداً روحيّاً” لدى عودته إلى المنزل: “أدعوكم إلى القيام بعهد روحي على طريقة الكاردينال راوول سيلفا هنريكيز؛ تلك الصلاة الجميلة التي تبدأ بجملة: الكنيسة التي أحبّها هي الكنيسة المقدّسة لكلّ يوم… كنيستك وكنيستي، الكنيسة اليومية… يسوع المسيح، الإنجيل، الخبز، الإفخارستيا، جسد المسيح المتواضع اليوميّ. مع وجوه فقراء ووجوه رجال ونساء يرنّمون ويناضلون ويتألّمون. الكنيسة المقدّسة لكلّ يوم”.
ثمّ طرح الحبر الأعظم سؤالاً، طالباً أن يجيب سامعوه عنه بدورهم: “كيف هي الكنيسة التي تحبّ؟ أتحبّ هذه الكنيسة المجروحة التي تجد الحياة في جراح يسوع؟”
في السياق عينه، أشار البابا إلى طريقة مناسبة لتسمية الأمور بأسمائها: “أعرف الألم الذي نتج عن حالات الاعتداء على القاصرين، وأنا أتابع عن كثب ما يتمّ فعله لتخطّي هذا الألم الخطير والمؤلم… ألم الضحايا وعائلاتهم إذ اختبروا خيانة للثقة التي وضعوها في قادة الكنيسة… والألم حيال معاناة الكهنوت، والألم لأجلكم أنتم الذين عشتم الألم الذي يولّده الشكّ لدى البعض وقلّة الثقة. أعرف أنكم أحياناً تعرّضتم لإهانات في الشارع، وأنّكم تدفعون باهظاً ثمن “بذلة الكاهن” التي ترتدونها. لذا، أدعوكم إلى الطلب من الله أن يمنحنا الوضوح لنسمّي الواقع باسمه، وأن يمنحنا شجاعة طلب السماح والقدرة على تعلّم الإصغاء إلى ما يقوله لنا، بالإضافة إلى القدرة على عدم اجترار الحزن”.