إنّ الحياة هي بحرٌ، نجتازه للوصول إلى الأبديّة. أمّا زوابع هذا البحر، بحر الحياة، فهي كلّ الحوادث المكدّرة الّتي نصادفها، ماديّة كانت أم روحيّة….
أبونا يعقوب الكبّوشي
هي أمواج حياتيّة نتخبّط بين صدماتها … تقذف بنا الأحداث والظّروف، وترمي بنا وسط غليان من الاهتزاز وعدم الثّبات ….
اعتبر أبونا يعقوب، أنّ زوابع الحياة كثيرة، ومتنوّعة ، من مرضٍ وخسارة خيراتٍ ، من شكوكٍ وشهوات….
وأكمل معتبرًا أنّه لا بدّ لنا من هذه الزّوابع، لنكون قدّيسين…
وأكّد لنا أنّ الله رحوم… يجب أن نلتفت إليه، معترفين بقدرته ورحمته…
العواصف والصّعوبات تُليّن قلوبنا، وتوقظنا من رقادنا، تجعل نفوسنا خفيفة، وبعيدة عن التّعلّق بالأمور الأرضيّة ، تجعلنا قادرين على رفع أعناقنا لنرنو إلى جمال السّماء…….
كيف لنا أن نخاف من مشاكلنا الحياتيّة ؟؟؟؟؟ والرّب أبٌ يعطينا حبّه ورعايته وحنانه…
تغرقنا يوميّاتنا في لجّة اللّهو والضّياع… طرقاتنا متشعبّة ووعرة … ولكنّنا قليلو الإيمان…
فالطّريق واحد ….أمدّنا الله بقوّة وسلّحنا بدروع الإيمان ، وأهدانا الأمان، عندما قال لنا أنّه الطّريق والحقّ والحياة… فلمَ نخاف؟؟؟
قال لنا “أنا نور العالم ” وما زلنا نعيش انبهارًا بأمورٍ حياتيّة نظّنّها نور هدايتنا، وحقيقة دروبنا …
سلّمنا الرّب مشعل القوّة، وألبسنا خوذة الخلاص … وهتف:”سيروا إلى العمق… “
كيف نسمح أن تزعزعنا الصّعوبات؟؟؟ ألم يقل لنا :” تعالوا إليّ يا ثقيلي الأحمال وأنا أريحكم… ” للأسف قلوبنا صمّاء لا تصغي، بصيرتنا عمياء، نلهو يوميّا بطمعنا وأنانيّتنا وملذّات شهواتنا…
ثبّت يا ربّ خطواتنا بالإيمان، وساعدنا كي نسرع، ونرتمي في خضنك الأبويّ.. وحدك أنت خلاصنا…