“يسوع لا يريد منك أن “تضع الماكياج” لقلبك” هذا ما أكّده البابا فرنسيس أثناء تلاوة صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد 21 كانون الثاني 2018 التي احتفل بها في البيرو، ليما، ضمن زيارته الرسولية الثانية والعشرين إلى أمريكا اللاتينية. وأشار البابا إلى أنّ أصدقاء الله في الكتاب المقدس كان واحدًا منهم متعثّر الكلام وآخر عجوز وآخر صغير وآخر قصير القامة وتلاميذ ينامون… لا يهمّ، يسوع “يحبّك كما أنت”.
في اليوم الأخير من زيارته الرسولية التي بدأها في التشيلي، توجّه البابا بشكل خاص إلى شبيبة البيرو من نافذة المطرانية التي تطلّ على ساحة أرماس. حضر الملايين من الشبيبة وأظهروا حماسًا كبيرًا. وأكّد لهم: “أيها الأصدقاء الأعزّاء، إنّ الرب ينظر إليكم بأمل وهو لا ييأس منّا أبدًا”.
لا يمكننا أن نقوم “بالفوتوشوب” لقلبنا
“لا يمكننا أن نقوم “بالفوتوشوب” للآخرين وللواقع ولأنفسنا… توجد الصور الجميلة جدًا إنما هي مزوّرة تمامًا؛ ودعوني أقول لكم شيئًا آخر بعد بأنّه لا يمكننا أن نقوم “بالفوتوشوب” لقلبنا، لأنّ فيه يكمن الحبّ الحقيقي وفيه تكمن السعادة”.
وأضاف البابا فرنسيس: “لا يريد منك يسوع أن تضع “الماكياج” لقلبك؛ هو يحبّك كما أنت ولديه حلم يريد أن يحققه في كل واحد منكم” ونصح: “إن أصابكم اليأس فأنا أدعوكم أن تأخذوا الكتاب المقدس وتتذكّروا الأصدقاء الذين اختارهم الربّ. موسى كان يتعثّر في كلامه؛ ابراهيم، كان عجوزًا؛ إرميا، كان صغيرًا؛ زكّا، كان قصير القامة؛ تلاميذ يسوع، عندما كان يطلب منهم الصلاة كانوا يغرقون في النوم؛ مريم المجدلية كانت خاطئة…. بولس، كان يضطهد المسيحيين، بطرس، أنكره…”
وركّز البابا مرّة جديدة: “عندما ينظر يسوع إلينا فهو لا يعير انتباهًا إلى كمالنا بل إلى كلّ الحبّ الذي نكنّه في قلبنا ونقدّمه إلى الآخرين وإلى خدمتهم. بالنسبة إليه، هذا هو الأهمّ، سيركّز دائمًا على الأمر نفسه – هو لا ينظر إلى قامتك، إن كنت تتحدّث بشكل جيّد أم لا، إن كنت تنام أثناء صلاتك، إن كنت صغيرًا أم عجوزًا. السؤال الوحيد الذي يُطرَح هنا: “هل تريد أن تتبعني وأن تكون لي تلميذًا؟”