“اليوم يدعو الرب كلّ واحد منّا ليجتاز المدينة معه، ويدعونا لأن نكون التلاميذ الرسل، وأن نكون جزءاً من الهمس الكبير الذي سيبقى صداه يتردّد في زوايا حياتنا. افرحوا، الرب معكم”. بهذه الجملة اختصر البابا فرنسيس عظته التي تلاها على مسامع المؤمنين بعد ظهر الأحد 21 كانون الثاني 20148 في القاعدة الجوية “لاس بالماس” في ليما عاصمة البيرو، بحسب ما ورد في مقال أعدّته أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
وهذه الجملة التي قالها في قدّاسه الأخير في البيرو كرّرها ضمن تغريدة على حسابه على موقع تويتر بعد نهاية الذبيحة الإلهية وكتب: “اليوم، يدعوك الرب لتجوب معه المدينة، مدينتك. وهو يدعوك لتكون تلميذه الرسول”.
وكان الأب الأقدس قد قال إنّ يسوع دعا تلاميذه ليعيشوا ما له طعم الأبدية: “محبّة الله والقريب، وهو يفعل ذلك بالطريقة الوحيدة الممكنة، الطريقة الإلهية، أي عبر تحفيز العطف والحبّ الرحومين، وفتح العيون للتمكّن من رؤية الحقيقة بمنظار الله، داعياً إلى خلق صِلات جديدة تحمل في طيّاتها الأبديّة”.
وأضاف الحبر الأعظم قائلاً إنّ يسوع اجتاز المدينة مع تلاميذه “وبدأ ينظر ويتنبّه ويُصغي إلى من سقطوا تحت عبء اللامبالاة، ومن رُجموا بسبب خطيئة الفساد. وبدأ أيضاً يكشف عن الكثير من الحالات التي تخنق رجاء شعبه، إلّا أنّه غيّر ذلك كلّه وتابع السير، ثمّ بدأ يطرق أبوابنا وقلوبنا ليُعيد إشعال الرجاء فيها، وليتمّ التغلّب على الظلم والعنف واللامبالاة… إنّ يسوع يتابع السير ويوقظ الرجاء الذي يحرّرنا من الصِلات الفارغة… الله لا يتعب ولن يتعب يوماً من السير للانضمام إلى أولاده. لكن كيف سنواجه بدورنا المستقبل إن كانت الوحدة تنقصنا؟”
في السياق عينه، تطرّق الأب الأقدس في عظته أيضاً إلى جملة قالها بندكتس السادس عشر: “يمكن تحديد البشريّة بحسب صلتها مع ألم من يتألمّ… فالمجتمع الذي يعجز عن تقبّل المتألّمين ولا يمكنه المساهمة في مشاركة المعاناة، هو مجتمع ظالم وغير إنسانيّ”.