بين الميلاد والاستعداد للصوم الكبير، فلنتأمّل معاً في التسبحة الثامنة من “تسابيح الميلاد” التي وضعها مار أفرام السرياني، بحسب ما نشرها موقع سلطانة الحبل بلا دنس، علّها تساعدنا في الغوص أكثر بسرّ هذا الإله الذي لا يحدّه عقل!
الميلاد والقيامة شاهدان للرب
لكي ما تصبح قامتك مصدقة وسط المخالفين، ختموا قبرك ووضعوا حرّاساً، ولكن من أجلك خُتم القبر، ومن أجلك وُضع الحرّاس يا ابن الحي الواحد!
فلو أنهم دفنوك وتركوك دون أن يهتمّوا بأمرك، لصار لهم مجال للكذب يدّعون فيه أنّ التلاميذ سرقوك يا مُحي الكلّ! لكنّهم إذ ختموا قبرك بدهاء، جعلوا مجدك أعظم!
كان دانيال وأيضاً لعازر رمزين لك، واحد في الجب ختمه الأمميون، والآخر في القبر فتحه الناس، هوذا علاماتهم وأختامهم صارت موبّخة لهم (عن عدم إيمانهم)!
فلو أنهم تركوا قبرك مفتوحاً، لكان ممكن أن تنفتح أفواههم (بالتكذيب)، لكن إذ أغلقوا قبرك وختموه، انغلقت أفواههم وتشتّتوا! نعم لقد أغلقوه! فعندما غطّوا قبرك، غطّى المفترون عقولهم (رؤوسهم)!
لكن بقيامتك أقنعتهم من جهة ميلادك، فالرحم كان مختوماً، والقبر كان مغلقاً، كانا متشابهين!
الطاهر في البطن، والحي في القبر! البطن المختوم، والقبر المختوم، شاهدان لك!
البطن والجحيم يعلنان ميلادك وقيامتك! كان القبر الذي استودعوك فيه مختوماً، حتى يبقى الميت في آمان، والبتول أيضاً كانت أحشاؤها لم يعرفها رجل! فأحشاء البتول والقبر المختوم، هما كبوقين يدوّيان صارخين في آذان الشعب الصم!
لقد افتروا ضد الحَبَل على أنّه من زرع إنسان، وعلى القيامة أنها من سرقة إنسان؛ لكنّ الأختام والعلامات تدينهم، وتؤكّد لهم أنهما (أي الحبل والقيامة) سماويان!
وقف الناس بين ميلادك وقيامتك؛ إن افتروا على ميلادك، يدينهم موتك. وإن قاوموا قيامتك يردّ عليهم ميلادك. إنّ ميلادك وقيامتك هما كمصارعين يسدّان أفواه المفترين!
من جهة إيليا ذهبوا يبحثون عنه في الجبال (2مل16:2)، وإذ لم يجدوه على الأرض، أكّد لهم بحثهم هذا صعوده. بحثُهم حمل لهم شهادة عن صعوده، إذ لم يجدوه! هكذا أيضاً وضعُهم حرّاساً على القبر يدينهم مؤكِّداً قيامتك!