“فلنتعلّم إيجاد ملجأنا عبر الذهاب كلّ يوم نحو الأمّ”: هذا ما حثّ عليه الأب الأقدس يوم الأحد 28 كانون الثاني 2018 من بازيليك القديسة مريم الكبرى، بحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
فالبابا الذي احتفل بالذبيحة الإلهية في التاسعة صباحاً لمناسبة عيد نقل أيقونة مريم “خلاص الشعب الروماني”، احتفل أيضاً بعودة الأيقونة إلى مكانها بعد خضوعها للترميم.
وقد أكّد أسقف روما في عظته أنّ “الأمّ تحمي الإيمان والعلاقات، وتُنقذ خلال العواصف وتحمي من الشرّ. حيث تكون العذراء، لا يدخل الشيطان. حيث تكون العذراء، لا يسيطر القلق، ولا يخيّم الخوف”.
ثمّ طرح سؤالاً وخلُص إلى جواب: “مَن مِن بيننا لا يشعر بالحاجة؟ ومَن مِن بيننا لا يختبر القلق أو الخوف؟ كم من مرّة كانت قلوبنا في قلب عواصف، حيث الأمواج والرياح العاتية فتكت بها؟ إنّ الراحة لا تأتي من التكنولوجيا، بل من الأمّ. فمريم هي الأمان وسط الطوفان، ووجهُها هو ما يمنحنا الرجاء، فيما يداها تداعبان حياتنا ومعطفها يحمينا. فلنتعلّم إيجاد ملجأنا عبر الذهاب كلّ يوم نحو الأمّ”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الكاردينال البولندي ستانيسلاف ريلكو كبير كهنة البازيليك هو من استقبل الحبر الأعظم لدى وصوله. ومع انتهاء الاحتفال، شكر الكاردينال البابا لحضوره، مذكِّراً الحاضرين أنّه يأتي دائماً لتسليم رحلاته الرسولية للعذراء، ويعود لشكرها مع عودته إلى روما، ومشيراً إلى الصلة بين رسالة البابا والثقة بمريم: “شكراً أيها الأب الأقدس، لأنّك بالمِثال الذي تضربه، تذكّرنا أنّ الكنيسة تبدأ دائماً رسالتها عبر طرق باب الأمّ”.
بعد انتهاء الذبيحة الإلهية، تمّ نقل الأيقونة (التي كانت موجودة إلى يمين المذبح خلال القدّاس) ضمن تطواف، ووضعها فوق المذبح في كنيسة بولين. عندها، بخّرها الأب الأقدس ووضع الأزهار على المذبح.