“ما من تواضع من دون إهانات” هذا ما ردّده البابا فرنسيس اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا قائلاً: “إن كنتَ لا تستطيع تقبّل إهانة ما فأنت لستَ بمتواضع”.
تأمّل البابا حول صورة الملك داود الذي اقترف الكثير من الخطايا “الفظيعة” مثل الزنى وقتل أوريّا “إنما ترك الربّ يحوّله ويسامحه حتى لو أنّ الأمر ليس سهلاً عندما نعترف بأننا خطأة”.
عندما هرب داود من وجه أبشالوم في القراءة الأولى التي قدّمتها ليتورجيا اليوم بحسب الطقس اللاتيني (2 صم 15: 13 – 14؛ 16: 5 – 13) التقى برجل من عشيرة بيت شاول فأخذ يلعن داود فما كان من هذا الأخير أن قال: “دعوه يلعن لأنّ الرب قال له ذلك! وكان ملك إسرائيل قد وصل إلى جبل الزيتون وهو المكان الذي يصوّر جلجلة المسيح.
وأضاف البابا: “أحيانًا، نحن نفكّر بأنّ التواضع هو السير بهدوء، ربما السير مطأطأين الرأس إنما حتى الخنازير تسير برأس منخفض: هذا ليس تواضعًا. إنه تواضع كاذب، تواضع جاهز للارتداء لا يُنقذ ولا يحمي القلب”.
وأكّد البابا فرنسيس: “ما من تواضع حقيقي من دون الإذلال وإن كنت لا تستطيع تقبّل أي إهانة فأنت لستَ بمتواضع: أنت تتظاهر بذلك، إنما أنت لستَ كذلك… هذه القاعدة الذهبية”.
وأشار البابا إلى أنه “توجد دائمًا تجربة محاربة من يضايقنا، ومن يهيننا ومن يخجلنا إنما داود يقول: “لا”. الرب يقول: “لا” هذا اليس الطريق الذي يجب أن نسلكه بل يجب اتباع طريق يسوع الذي نادى به داود: “تحمّل الإهانات”. وأن نقول مثل ذاود: “لعلّ الرب ينظر إلى مذلّتي ويُجزيني الرب خيرًا عن لعن هذا لي اليوم”: “تحمّل الإهانات بالرجاء”.
وفي الختام، قال البابا: “لنسأل الرب نعمة التواضع مع تحمّل الإهانات. هناك راهبة كانت تقول دائمًا: “أنا متواضع نعم، إنما مُهانة، أبدًا!” لا، لا! ما من تواضع من دون إهانات. لنسأل الرب هذه النعمة. وبالطبع إن كان أحد يملك الشجاعة يمكنه أن يسأل الرب أيضًا مثلما يعلّمنا القديس أغناطيوس أن يُرسل له الإهانات من فيتشبّه بالرب أكثر”.