“يسوع لا يملك مكتبًا بل “ينكبّ” على الجموع ليصنع الخير” هذا ما قاله البابا فرنسيس اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا يوم الثلاثاء 30 كانون الثاني 2018. وهكذا على الكاهن أن يعيش مع شعبه وأن يشعر “بالتعب” عندما يحين المساء.
في عظته التي نقلتها إذاعة الفاتيكان بالقسم الإيطالي، ركّز البابا على أنّ يوم الكاهن يجب أن يكون مشابهًا “ليوم من يويميّات يسوع” الذي يُخبَر عنها في الإنجيل. وفسّر: “يسوع لا يفتح مكتب استشارات روحية تحت شعار “النبي يستقبل أيام الاثنين والأربعاء والجمعة من الساعة الثالثة حتى الساعة السادسة”. إنّ الدخول يكلّف كثيرًا إن رغبتم يمكنكم أن تقدّموا تبرّعًا معيّنًا”. كلا، إنّ يسوع لا يفعل هكذا. هو لا يفتح عيادة طبية واضعًا شعار: “نستقبل المرضى في هذا النهار وهذا وذاك وسوف يُشفَون”.
على العكس، “إنّ يسوع ينكبّ وسط الشعب… يحبّ أن يخرج للقاء الصعوبات عندما يدعوه الناس”. كذلك، إنّ الكاهن يرافق شعبه وعند المساء، يشعر “بالتعب”، “بتعب حقيقي وغير مثاليّ، “تعب من يعمل”.
في إنجيل القديس مرقس 5: 21 – 43، إنّ الجمع كان غفيرًا، كان يلمس يسوع إنما هو لم يبتعد عنهم، بل “انكبّ لكي يصنع الخير”. هكذا يعمل يسوع وهكذا يجب على الكاهن أن يتحلّى بهذا الموقف.
وذكّر البابا: “إنّ الكاهن ممسوح بالزيت، يوم سيامته: الكهنوتية والأسقفية. إنما الزيت الحقيقي والداخلي هو زيت القرب والحنان. إنّ الكاهن الذي لا يقترب من الغير، ينقصه شيء ما: ربما هو زعيم… إنما ليس راعيًا. إنّ الكاهن الذي ينقصه الحنان يكون قاسيًا يضرب الحملان بالعصا. القرب والحنان… بهاتين الصفتين كان يتميّز يسوع”.
في الختام، دعا البابا إلى الصلاة على نيّة “كهنتنا حتى يمنحهم الرب نعمة السير مع الشعب وأن يكونوا حاضرين معهم بالكثير من الحنان والقرب. وعندما يجد الشعب كاهنه، يشعر بأمر مميّز جدًا، يشعر بحضور الرب معه… “أصابهم أشدّ الانذهال”. الانذهال عندما يشعرون بقرب وحنان الرب في الكاهن”.