من بين الثنائيين الكثر الذين زاروا الأب توماس غ. مورو في مكتبه في العاصمة الأميركية واشنطن سعياً وراء نصائح لزواجهم، بقي ثنائيّان مطبوعين في ذاكرة الكاهن حتّى اليوم. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الأب مورو حائز شهادة دكتوراه في اللاهوت المقدّس من معهد البابا يوحنا بولس الثاني للدراسات حول الزواج والعائلة.
فبحسب ما ورد في مقال أعدّته كايت فايك ونشره موقع “كاثوليك نيوز أيجنسي” الإلكتروني، كان الثنائيّان المذكوران صورة عن الزواج “المثالي” المنفتح على الحياة، والذي ثمرته أولاد يرافقون أهلهم للحصول على الأسرار الكنسيّة. إلّا أنّ الزيجتين فشلتا! والمذنب؟؟؟ الغضب!
“الغضب سُمّ”. هذا ما يؤكّده الأب مورو اللاهوتي والمؤلّف: “إن غضب زوج وزوجته غالباً على بعضهما البعض، فإنّ هذا يدمّر العلاقة، ويجعلها مؤلمة إلى درجة رغبة الطرفين في الخروج منها”.
ويضيف الأب مورو، دائماً لموقع “كاثوليك نيوز أيجنسي” الإلكتروني: “الجميع يشعرون بالغضب، فهو شعور طبيعيّ لا يمكن السيطرة عليه حيال تصرّف صدر عن الآخر، وقد يكون أحياناً محقاً! لكن غالباً ما يتحوّل إلى غضب خاطىء، تُحرّكه الرغبة في الانتقام، فتكون آثاره مدمّرة بالنسبة إلى أيّ علاقة. ومن المهمّ جداً أن يُدرك الأشخاص أنّ الغضب قد يكون خطيراً، خاصّة إن كانوا ممّن “ينفجرون غضباً”، ويؤذون الآخرين. وعلى المتزوّجين أن يتوخّوا الحذر، وأن يحاولوا العمل على الأمر لتخطّيه”.
كما ويشير الأب مورو إلى أنّه من المهمّ أن نعرف كيف نعبّر عن غضبنا أو انزعاجنا بطريقة فعّالة وإيجابيّة، خاصّة وأنّ الغضب أمر طبيعي لا يمكن تفاديه. وتقضي الخطوة الأولى للتعبير عن الغضب بمعرفة إن كان الأمر يستحقّ عناء ذاك الغضب، أو إن كان أمراً ثانويّاً وتافهاً وغير مهمّ يجب تناسيه.
أمّا إن كان الغضب مُبرَّراً وإن كانت المواجهة تعزّز خير الآخر، فيجب اللجوء إلى الفكاهة أو الدبلوماسيّة للتعبير عن الغضب. وإن لم تكن المواجهة تعزّز خير الآخر، يقترح الأب مورو أن نقدّم هذا الغضب لله كتعويض عن خطايانا وخطايا العالم.
ويتابع الأب مورو شرحه قائلاً إنّ الغضب لا يتلاشى بعد المحاولة الأولى، بل علينا متابعة تقديمه لله كتعويض، مع العلم أنّ هذه المقاربة لا تعني مطلقاً أنّه على كلّ إنسان أن يصبح “إناء قابلاً للظُلم” لا يعبّر عن عدم رضاه حيال تصرّفات الآخرين. وذكر الأب مورو مثال القدّيسة مونيكا والدة القديس أغسطينوس التي كانت تلزم الهدوء بوجه نوبات غضب زوجها، لتعود بعد أن يهدأ فتعبّر عن انزعاجها وشكواها، إلى أن جعلته يرتدّ في النهاية.