“مشاريعنا يسيّرها روح الله لا روح البترول. أنا لم أعمل شيئًا، الّذي عمل هو الرّوح القدس، أنا كنت أقصد بناء مزار، تفرّجوا على النّتيجة…”
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
استشار أبونا يعقوب الرّوح القدس، واستلهمه واعتمد على مواهبه ونعمته، في اتّخاذ قراراته المناسبة. اعتاد أن يتلو صلاته الصّباحيّة الخاصة بالرّوح القدس ساجدًا، ليستنير بالحكمة وينطلق… ليتسلّح بالقوّة نورَ هِداية يوميّة … ليواجه مشقّاته وآلامه، بسلاح الإيمان ، وليستبدل الهمّ والقنوط، بقلبٍ فرحٍ، وثغرٍ مبتسم…
نصح الرّاهبات ومن استرشد منه قائلًا: إذا أقدمت على عملٍ أو جابهتك صعوبة، أو تعقّدت عندك مشكلة، بادر أوّلًا إلى التماس أنوار الرّوح القدس”
نجحت مشاريعه لأنّه ترك التّدبير لله.. كان الكبّوشيّ فطنًا، وذكيّا لأنّه عاش إيمانًا كبيرًا، قوّته منبثقة من فاعليّة روح الله وفرحه في نفسه… ذاك الفرح الّذي ظهر بخفّة ظلّه، وبراءة نكتته.. كلّ من التقى به، التمس منه تلك السّكينة، الّتي أظهرت حضور الرّبّ في حياته. ردّد أبونا يعقوب دومًا أنّ الرّبّ محبّة، والحبّ ينفي الخوف.
الحبّ يولّد الفرح، الفرح الّذي يبثّه فينا روح اللّه ، ذاك الفرح المؤدّي إلى القداسة … إلى فرح الفردوس الإلهيّ.
لأنّه روح اللّه، هو الرّوح الّذي يقودنا إلى السّلام والصّفاء … مهما بحثنا، ومهما أضعنا الوقت في التّنقيب عن سرّ سعادة نتمنّى عيشها ، لن نجدها إلّا بين أحضان الرّوح المعزّي، في غمرة فرح روح الرّبّ…
نحن بحاجة إلى أن ندع الرّوح القدس يعمل فينا، لنحيا القوّة نظير الطّوباويّ ، ونحيا الحريّة… حيث يكون روح الرّبّ تكون الحريّة”2قور3:17″
نحن بحاجة إلى عيش الحرّيّة… علينا أن ننهض، ونفكّ قيود كلّ ما يكبّلنا، ويخنق فينا شهيق الأمل والرّجاء …
علينا أن نصرخ صراخ داوود هاتفين ” لا تطرحني من أمام وجهك، وروحك القدّوس لا تنزعه منّي، ردّ لي بهجة خلاصك ” المزمور 51
روح الرّبّ هو بهجة خلاصنا…
روح الرّبّ قادر أن يهبنا كرّاس العلم،والقوّة، والحكمة، ويضع بين أناملنا يراع المعرفة، لنلغي من أمام ناظرينا، تلك الضّبابيّة التّي تسيطر علينا وتغرقنا في الدّونيّة …. روح الرّبّ يطلق ألستنا ويجعلنا نتكلّم بلغة الحبّ …روح الرّب يجعل وجوهنا أجمل وأحلى … فلا حاجة لنا أن نتبرّج، لنخفي كلف الهمّ والألم…
روح الرّب يمنحنا أجنحة القداسة، لنحلّق ونطير نحو فرح السّماء…