“أنتم فجر الكنيسة الذي لا نهاية له”. هذا ما قاله البابا فرنسيس خلال احتفاله باليوم العالمي الثاني والعشرين للحياة المكرّسة في 2 شباط الحالي، ضمن ذبيحة إلهية في بازيليك القديس بطرس، وذلك لمناسبة تذكار تقدمة يسوع إلى الهيكل.
وقد شجّع الأب الأقدس المكرّسين في عظته، بناء على ما أورده القسم الفرنسي في زينيت، طالباً منهم أن يسيروا بعكس التيّار في العالم: “فيما حياة العالم تبحث عن الاستحواذ، تتخلّى الحياة المكرّسة عن الغنى وتملّق مَن يصمد. فيما تسعى حياة العالم خلف الملذّات والطموح الشخصي، تحرّر الحياة المكرّسة حبّ كلّ أنواع التملّك كي تحبّ الله والآخرين بالملء. فيما حياة العالم تصرّ على فعل ما تريده، تختار الحياة المكرّسة الطاعة المتواضعة على أنّها حرّية أكبر. وفيما تترك حياة العالم الأيدي والقلوب فارغة، تملأها الحياة بحسب تعاليم يسوع سلاماً حتّى النهاية… وفيما حياة اليوم تؤدّي إلى إغلاق العديد من الأبواب بوجه اللقاء، باستثناء أبواب مراكز التسوّق ومواقع التواصل الاجتماعي، إنّ المكرّسين مدعوّون إلى النظر في عينَي القريب وليس إلى شاشة الكمبيوتر، كما إلى التعلّق بالرب وليس بالمشاريع”.
وتابع البابا شرحه قائلاً “إنّ الإيمان ليس أمثولة نتعلّمها في كتاب، بل هو فنّ العيش مع الله، والذي نتعلّمه عبر اختبار من سبقونا على هذا الطريق”، مُصرّاً على اللقاء بين الأجيال القديمة والجديدة بما أنّه “لا مستقبل بدون هذا اللقاء بين القدامى والشباب”.
في سياق متّصل، نصح الحبر الأعظم أيضاً بالإمساك بالرب “ليس في رأسنا وفي قلبنا فقط، بل بأيدينا وبكلّ ما نفعله، حيثما كان، لأنّ التنعّم بالرب هو الدواء… إنّ عيش اللقاء مع يسوع هو أيضاً العلاج ضدّ شلل ما هو طبيعيّ، خاصّة وأنّه يحافظ على شعلة الحياة الروحية، كي لا نسقط في الخيبات بسبب المرارة والشكاوى”.
وختم الأب الأقدس قائلاً: “إنّ اللقاء مع يسوع يجعلنا نتخطّى “تذكّر الأيام الغابرة الجميلة”، ويُسكت جملة “هنا لم يعد شيء يسير على ما يرام”.”