في رسالة موجّهة للجريدة الإيطالية “كورييري ديلا سيرا” بتاريخ 7 شباط الحالي، كتب البابا بندكتس السادس عشر عن حجّه وامتنانه وصلاته، بحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
عنوان المرسِل هو عنوانه، أي الدير الفاتيكاني الذي دخله عام 2013 بعد استقالته، حيث يقطن محاطاً بسكرتيره المونسنيور جورج غانسواين وأربع مكرّسات، كما سكرتيرة علمانية مكرّسة.
والتوقيع هو بخطّ يده، “بندكتس السادس عشر”، إلّا أنّ الرسالة مطبوعة، والمرسَل إليه هو الصحافي الإيطالي ماسيمو فرانكو، مع العلم أنّ الرسالة وصلت إلى مركز مكاتب الصحيفة المذكورة في روما حاملة عنوان “طارىء، يُسلَّم باليد”.
وقد كتب بندكتس الموسيقي الحسّاس وصديق الخليقة والحيوانات قائلاً: “تأثّرتُ كثيراً لمعرفتي أنّ العديد من قرّائكم يرغبون في أن يعرفوا كيف أمضي هذه الفترة الأخيرة من حياتي”.
وفي وقت لا ينفكّ البابا فرنسيس يدعو فيه المؤمنين للحراك، تكلّم بندكتس عن طريقه هو، قائلاً إنّه يسير “نحو المنزل”، ذاكراً “الحجّ الداخلي”، مع العلم أنّ قواه الجسدية تضعف وتؤخّره عن السير: “يمكنني القول إنني، ضمن تراجع قواي الجسدية، أحجّ داخلياً نحو المنزل”.
كما وتكلّم بندكتس عن “نعمة كبيرة” لكونه محاطاً بحبّ وطيبة لم يكن ليتخيّلهما، بما أنّه يتلقّى العديد من الزيارات والرسائل، هو من أكّد منذ 5 سنوات أنّه سيتابع مرافقة الكنيسة بالصلاة والتأمّل. كما وعبّر عن امتنانه وشكره للجميع، مؤكّداً أنّه يتابع الصلاة، ومعتبراً أنّ أسئلة القرّاء عنه هي مرافقة له في هذه المرحلة.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ هذه الرسالة تحمل الكثير من المعاني، خاصّة وأنّ تاريخ الأحد 11 شباط هو الذكرى الخامسة لإعلان “قرار ثوريّ”: البابا راتزينغر (الذي سيبلغ 91 عاماً في نيسان المقبل) استقال بعد حبريّة دامت 8 سنوات، مؤسِّساً بذلك “تقاعد البابوات” لأوّل مرّة.