“تنبّهوا كلّ يوم كي لا ينتهي بكم الأمر بعيدين عن الله”. تلك كانت دعوة الأب الأقدس خلال عظته التي ألقاها صباح اليوم من دار القديسة مارتا.
وبحسب ما نشره القسم الإنكليزي من موقع أخبار الفاتيكان الإلكتروني، تكلّم البابا عن خطر ضعف القلب الذي يحدق بنا جميعاً، قائلاً إنّ داود قدّيس، حتّى لو كان خاطئاً؛ إلّا أنّ سليمان الحكيم رفضه الله لأنّه كان فاسداً!
وارتكز الحبر الأعظم في عظته على قراءات اليوم (بحسب الطقس اللاتيني) من سفر الملوك الأوّل، والتي تتطرّق إلى عصيان سليمان: “لقد سمعنا شيئاً غريباً: لم يكن قلب سليمان بكليّته مع الله، كما كان قلب داود والده”.
مشكلة ضعف القلب
تابع الأب الأقدس شرحه قائلاً إنّ الأمر غريب لأننا لا نعرف أنّ سليمان كان قد اقترف خطايا كبيرة، فيما نعرف أنّ داود عاش حياة صعبة وأنّه كان خاطئاً.
ومع ذلك، فإنّ داود قديس فيما قيل عن سليمان إنّ “قلبه ابتعد عن الرب. وكيف يمكننا شرح هذا؟ إنّ داود، لمعرفته أنّه خطىء، لطالما طلب السماح من الرب، فيما سليمان الذي مدحه العالم كلّه أبعد نفسه عن الله ليتبع آلهة أخرى، ولم يعترف بخطيئته. وهنا تكمن مشكلة ضعف القلب. فعندما يبدأ القلب يضعف، لا يعود الأمر يشبه الخطيئة، لأننا ندرك أننا أخطأنا حالما نرتكب تلك الخطيئة. لكنّ ضعف القلب رحلة بطيئة تجعلنا ننزلق خطوة تلو الأخرى؛ وسليمان في مجده وشهرته، سلك هذا الطريق”.
سليمان أصبح فاسداً ببطء
وأضاف الحبر الأعظم: “إنّ وضوح الخطيئة أفضل من ضعف القلب. فالملك سليمان العظيم انتهى به الأمر فاسداً لأنّ قلبه ضعف. فالإنسان صاحب القلب الضعيف هو مهزوم، وهذه هي حال العديد من المسيحيين الذين يقولون “لم أرتكب خطايا مميتة”. لكن كيف هو قلبكم؟ هل يبقى مخلصاً للرب أو أنّه يبتعد عنه ببطء؟”
وجوب السهر الدائم على القلب
إنّ مأساة ضعف القلب قد تصيبنا جميعاً في هذه الحياة. لكن ماذا يجب أن نفعل؟ الجواب بحسب البابا فرنسيس هو “اليقظة”: “تنبّهوا واسهروا على قلوبكم كلّ يوم، وكونوا يقظين لما يحصل في قلبكم”.
ثمّ ختم الأب الأقدس عظته قائلاً: “داود كان قديساً، وكان خاطئاً. كان خاطئاً أصبح قديساً. سليمان كان منبوذاً لأنّه فاسد، ولا يمكن للفاسد أن يصبح قديساً. أمّا الإنسان الذي يصبح فاسداً فهو يكون قد سلك طريق ضعف القلب. تيقّظوا! واحفظوا قلوبكم طوال الوقت، وتساءلوا دائماً “كيف هي علاقتي مع الله؟ كيف هو قلبي؟” فيما تستمتعون بجمال الإخلاص لله وفرحه.