شرح لقانون الإنتخاب وكيفيّة ممارسة حق الإنتخاب

مع الخبير الإنتخابي كمال فغالي

Share this Entry

المركز الكاثوليكي للإعلام – عقدت قبل ظهر يوم الخميس 2 شباط 2018 ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، تحت عنوان “شرح لقانون الإنتخاب وكيفيّة ممارسة حق الإنتخاب”.

شارك فيها مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، مدير مكتب الإحصاء والتوثيق والخبير الإنتخابي كمال فغالي، وحضور عدد من الإعلاميين والمهتمين.

أبو كسم

بداية رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:

“نطل اليوم من المركز الكاثوليكي للإعلام مع الأستاذ كمال فغالي، لشرح قانون الإنتخابات النيابية وطريقة الإنتخاب بغية توعية أبنائنا على كيفية ممارسة حقهم الإنتخابي.”

تابع “سمعنا مؤخراً وأثر الإضطرابات الناتجة عن المواقف السياسية اللاهبة أنه من الممكن أن تطير الإنتخابات النيابية إذا استمر الوضع على حدته، لكن بالأمس تغلبت الحكمة على كل ما سبق، فشكل الإتصال بين فخامة الرئيس ميشال عون ودولة الرئيس نبيه بري، صمّام أمان بوجه الفتنة التي كادت أن تحصل.”

أضاف “فإننا إذ نعرب عن أملنا بأن تعالج الأزمات السياسية بالطرق السياسية، سيما ونحن في بلدًٍ ديمقراطي تحكمه حرية التعبير وإبداء الرأي، من ضمن احترام الآخر، وفكره ونهجه، لهذا فإننا نناشد جميع اللبنانيين وندعوهم إلى تحمل مسؤولياتهم وعدم السماح بأي شكل من الأشكال بالعودة إلى لغة السلاح والحديد والنار، بل على العكس فالمطلوب منا اليوم وأكثر من أي يوم مضى، مزيداً من التضامن والوحدة في وجه الأخطار التي تحدق بوطننا لبنان.”

وختم أبو كسم بالقول “ألا حمى الله وطننا العزيز لبنان وطن الرسالة والعيش الواحد.”

فغالي

بدوره الخبير الإنتخابي كمال فغالي شرح القانون الجديد وأهمية الإقتراع والخيارات وقال:

“الآلية المعتمدة في القانون الجديد، “الصيغة النسبية باللوائح المفتوحة مـع صــوت تـفـضــيـلي وعتبة تمثيـل تساوي الحاصـل الانتخابي”، وعرض الظروف التي أدت الى إقرار الصيغة النسبية قائلاً أنه لا يوجد تصنيف ثابت للأنظمة الإنتخابية، فمن أصل 197 دولة، يصعب إيجاد دولتين تعتمدان النظام الانتخابي نفسه في كل تفاصيله.”

 أضاف “وأن التنوع في الانظمة الإنتخابية يتحكّم بالنتائج ويحدث تغييراً جذرياً فيها، فحذاقة المشترع أكثر تأثيراً من رأي المقترع ويعتبر التشريع الإنتخابي سلاحاً قوياً في يد السلطة الحاكمة، ولا يوجد صيغة إنتخابيّة فضلى في المطلق، بغض النظر عن متطلبات مجتمع في مرحلة معينة من تاريخه. فلكل نظام حسنات وسيئات تختلف أهميتها وفق الدور المطلوب منه على الصعيد السياسي. فعبثاً التفتيش عن النظام المثالي لأنه غير موجود، فميزان القوى السياسية يصنع قوانين الانتخاب وليس صحة التمثيل”.”

وعرض فغالي “لميزان القوى السياسية ومصالحها: “إن قوى 8 آذار تطالب بالنسبية منذ ما قبل انتخابات 2009، وجاءت نتائج الانتخابات لتدعم هذا المطلب، إذ فازت قوى 14 آذار بـ 55.5% من مقاعد المجلس بـ 42.9% من أصوات المقترعين، فيما فازت المعارضة بـ 44.5% من المقاعد بـ 51.6% من أصوات المقترعين. اما المستفيد الأكبر من الصيغة الأكثرية فكان تيار المستقبل الذي نجح بالحفاظ عليها طيلة الفترة الممتدة من 2009 لغاية 2017.”

تابع “اما اليوم فقد تغيرت مصلحته الانتخابية بعد الانقسامات التي اصابته وقد برزت نتائجها في انتخابات البلدية في بيروت وطرابلس. صار من المؤكد تضرره من الصيغة الأكثرية لان الانقسامات الداخلية لديه كانت ستؤدي الى خسارته عكار وطرابلس وزحلة والبقاع الغربي (حوالى 18 مقعد)، وتاليًا أصبحت مصلحته باعتماد النسبية. إن الناخبين برهنوا في انتخابات 2005 و2009 عن اتجاهات تصويتية سياسية إذ التزم أكثرية 90% بالتصويت للوائح السياسية”.”

 وشرح فغالي “لقانون لافتًا الى ان تقسيم الدوائر وتوزيع المقاعد ابقى على السمة الطائفية وانعدام التوازن التمثيلي للناخبين كما في السابق (في الجنوب الثانية: الناخبون الأقل تمثيلاً 42568 ناخب لكل مقعد. في بيروت الأولى: الناخبون الأفضل تمثيلاً 16748 ناخب لكل مقعد.)

كما بيّن “ان المسيحيين ينتخبون بقدرتهم الذاتية 54 مقعد، فيما يشكلون 36% من الناخبين ما يعادل 46 مقعد.”

وأعطى فغالي “أمثلة عملية تطبيقًا للقانون في دائرة الشمال الثانية ومؤشراتها، بالإضافة إلى شرح بنود قانون الإنتخاب الجديد من حيث الترشّح ودعوة الهيئات الناخبة واعتماد اللوائح وكيفية احتساب النتائج وآلية الإقتراع ومن ثمّ الفرز وتعداد الأصوات والآلية المُعتمدة في فرز الأصوات (أصوات اللوائح والأصوات التفضيلية)، ومن بعدها توزيع المقاعد على اللوائح، بالإضافة إلى بنود متعلقة بسقف النفقات الإنتخابية.”

 ومن أهم ما جاء في محاضرة فغالي “الإستنتاجات التي توصّل إليها لناحية التقديرات في نسبة المشاركة وتأثير عتبة على مصير اللائحة بالإضافة إلى أهمية التحالفات وقال عنها “ما زال الكثير من السياسيين والصحافيين يتحدثون  بثقافة الصيغة الاكثرية عن التحالفات وكأنها قيمة إضافية وان لتحالف الكبار مفعول ما يسمى بالمحدّلة. النسبية ثقافة انتخابية مختلفة، فمفاعيل التحالفات يمكن ان تكون متناقضة حسب الحالة من الجيد الى السيء”.

كما شرح “تأثير قاعدة الكسر الأكبر على النتائج وانتهى بالإضاءة على أخطاء القانون في المادة 99 المتعلقة بتحديد الوزن الإنتخابي للمرشح استنادًا للأصوات التفضيلية في الدائرة الصغرى والمادة 52 المتعلقة بانتظام المرشحين في اللوائح.”

وفي ختام الندوة “شكر الأب أبو كسم الحاضرين والخبير كمال فغالي على المساهمة في توضيح القانون الجديد وفي التوعية على أهمية الإقتراع والخيارات، ووجّه بعض الحضور الأسئلة الإستفسارية إلى الخبير فغالي الذي أجاب وأوضح  ما بقي غامضًا لديهم.”

Share this Entry

فيوليت حنين مستريح

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير