Retraite de carême à Ariccia © L'Osservatore Romano

فلنُعِد وضع عطشنا في الله

التأمّل الثاني في رياضة البابا الروحية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“فلنُعِد وضع عطشنا في الله”: تلك كانت دعوة الأب خوسي تولنتينو دي مندونشا للبابا فرنسيس وأعضاء الكوريا الرومانية، صباح الاثنين 19 شباط في أريتشيا، أي في اليوم الثاني من رياضتهم الروحية.

وخلال التأمّل الذي ألقاه، بحسب ما نقلته لنا الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، حذّر الكاهن البرتغالي من كلّ محاولة “للهرب الروحي”، في موضوعه الذي تركّز على “عِلم العطش”.

في التفاصيل، تأمّل الواعظ في إحدى آخر جمل رؤيا يوحنا: “يقول الروح والعروس “تعال!” مَن سمع فليقل “تعال”. مَن كان عطِشاً فليأتِ، ومَن شاء فليأخذ ماء الحياة مجّاناً”.

مُشيراً إلى “وفرة مجانية الله”، شجّع الواعظ المتريّضين على “الاعتراف بأنّهم غير كاملين وأنّهم طور البناء: فالله يعرف متى تردعنا العقبات، وكم تؤخّرنا الانحرافات”.

وتابع الأب خوسي تولنتينو قائلاً: “إنّ العطش يقطع تنفّسنا ويُرهقنا ويقضي علينا، كما ويتركنا محاصَرين وبلا قوّة للتصرّف، ليوصلنا إلى أقصى الحدود الممكنة”.

في السياق عينه، وبالنسبة إلى الكاهن الشاعر، يمكن وصف عطش اليوم كالتالي: “إنسان بلا جذور وبلا منزل، عاجز عن إقامة العلاقات وتائه في فراغ المتاهة حيث يُصغي إلى صوت خُطاه الوحيدة… إلّا أنّ المجتمعات تفرض الاستهلاك على أنّه معيار للسعادة، محوِّلة بذلك الرغبة إلى فخّ، فيسقط العطش في زوال المحبّة حيال ما هو أساسي، في ظلّ عجزٍ عن التمييز. لكنّ هذا العطش لا يرتوي بواسطة “واجهة أو شراء أو غرض”، لأنّ موضوع الرغبة هو “كائن غائب، وغرض مفقود دائماً”. ولا وجود لأقراص دواء قد تحلّ مشاكلنا بشكل آليّ”.

وفي نهاية عظته، حذّر الكاهن البرتغالي من “الهرب الروحي بدون أن ندرك أننا نهرب”، داعياً إلى “تمييز كلّ إنسان عطشه، وإلى التخفيف من سرعته وإدراك حاجاته…”

وخلُص إلى القول: “فلنُعِد وضع عطشنا في الله”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير