“لنستعد العطش والرغبة ولنكتشف من جديد “غنى عالمنا العاطفي” هذا ما أتى في صلب التأمّل الثالث للأب خوسي تولنتينو دي مندونشا أمام البابا فرنسيس وأعضاء الكوريا الرومانية، بعد ظهر يوم الاثنين 19 شباط في أريتشيا.
في تأمّل الصوم الذي يحمل عنوان “أدركتُ بأني كنت عطشانًا”، ركّز الواعظ البرتغالي على أنّه “ليس من السهل أبدًا أن يتّصل الإنسان بعطشه، إنما إن لم يقم بذلك فستفقد الحياة الروحية اتصالها بواقعنا”.
في الواقع، إنّ الإنسان هو مزيج من العديد من المكوّنات العاطفية والنفسية والروحية وعلينا كلّنا أن ندرك ذلك”. وتابع: “إنما إن أردنا أن نكتشف عطشنا الداخلي من جديد فعلينا أن لا نخلط بين “الرغبة والحاجات”: “الرغبة هي نقص لا يمكن تلبيته بشكل كامل، إنه جرح مفتوح على الدوام وكشف للغيرية. الرغبة هي طموح يتجاوزنا ولا يحدّدنا مثل الحاجة”.
بالنسبة إلى الشاعر البرتغالي، إنّ الرأسمالية تسمح بالرغبة في تثبيط القانون والأخلاق تحت شعار تلبية رغبات غير محدودة: “اللذة والعاطفة والفرح كلها تنضب في مجتمع استهلاكي جامح ومن هنا نصل إلى الاستنفاد من العطش ونصاب بعذاب الرغبة”.
“نحن بحاجة ربما إلى إيجاد الرغبة أكثر من التدوينات حيث كل شيء مخطط له ومضمون. إنّ اختبار الرغبة ليس ملكية خاصة أو نوع من التملّك بل هو بالأحرى شرطًا للتسوّل. إنّ المؤمن هو متسوّل رحمة”.
في الختام، شجّع الواعظ كل واحد على احترام ضعفه وإيجاد الرغبة في أن يعترف به الآخرون ويلمسونه مثل الأبرص الذي اقترب من يسوع (متى 8: 3) وحماة بطرس (متى 8: 15) والمرأة النازفة (متى 9: 20) والأعمى (متى 8: 27).