يا سيّدي يسوع، خذ لساني، اجعله ينطق بما تشاء وتريد، واجعل سكوتي كلامًا معك!
خذ أذنيّ ، اجعلهما تصغيان إلى صوت الواجب، وإلى صوتك وحدك !
خذ عينيّ، اجعلهما تشخصان إلى رؤيتك، في أيّ محيّا كان ، وأيّ شغل كان!
خذ يديّ ورجليّ، امنحهما الرّشاقة، وخصّصهما لخدمتك، ولتنفّذا كلّ رغباتك!
خذ فكري، أنره بنورك السّاطع! خذ قلبي، اجعله عرشًا لحبّك، وراحتك!
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
هكذا أهدى أبونا يعقوب كلّ ما لديه…وضعه بين أحضان الحنان الإلهي، طالبًا منه أن يتصرّف…. أن يتأنّى في تلك النّعم، ويجعلها باقة عطرٍ يزداد عبقها، ليملأ الدّنيا طيبًا، يمجّد من خلاله اسم الرّبّ القدّوس…
أهدى العناية الإلهيّة حواسه، وطلب منها أن تعتني … وتخطّط… وهو يلبّي… وهو ينفّذ كلّ مشروع يوصله إلى ذاك الفرح العظيم… إلى نبضات رجاء، يُفرح من خلالها قلب الرّبّ…
عاش أبونا يعقوب جنديّا مناضلًا، تسلّح بالإيمان، وارتدى درع التّسليم للمشيئة الإلهيّة… لذلك نراه في صلاته هذه، يسلّم أعضاءه للرّب، لأنّه على يقين كبير أنّ الرّبّ سيحوّلها إلى تحفة بهيّة، وثمينة تلمع بين من يلتقي به ، سلامًا وخدمةً وفرحًا….
“لا تجعلوا أعضاءكم سلاح ظلمٍ للخطيئة، بل قرّبوا أنفسكم للّه، كأحياء قاموا من بين الأموات، واجعلوا أعضاءكم سلاح برّ لله” روم6/ 13
أمام صلاة أبونا يعقوب نقف اليوم متسائلين…
كيف نستعمل ما وهبنا إيّاه الله، في سبيل الخدمة وتمجيد اسمه؟؟؟
ساعدنا يا سيّدنا يسوع،
كي نبعد ألسنتنا عن كلّ ثرثرةٍ لاهية، ونجعلها أداة سلامٍ، تنطق بالخير، والفرح، والحبّ…
كي تكتشف عيوننا أسرار جمالك، في من نلتقي بهم، وفي سحر مخلوقاتك…
كي نسمع صوتك، في نداء القريب…. في زقزقة عصفور وماء ينبوع … كي نسمعك، ونصغي إليك…
أمسك بيدينا يا ربّ، واجعلهما معجن حبّ، ويراع خيرٍ وسّلام…
قُد رجلينا يا ربّ، إلى نورانيّة مشروعك الخلاصيّ، واجعلهما متّجهتين نحوك أنت…
ساعدنا يا ربّ كي نقدّم نفوسنا قرابين لك، ونكون سلاح برّ..
على مثال الطّوباويّ، نهديك يا ربّ أعضاءنا وحواسنا، باركها، واجعلها نشيد رجاء، نمجّد من خلالها اسمك القدّوس.