“إنّ يسوع ينحني بحبّ على حقيقتنا وليس على جعل أنفسنا مثاليّين”. هذا ما أعلنه الأب خوسي تولنتينو دي مندونشا بعد ظهر يوم 21 شباط 2018، أمام البابا فرنسيس وأعضاء الكوريا الرومانية الذين اجتمعوا في أريتشيا لأجل رياضة الصوم الروحية.
ففي تأمّله السابع، وبحسب ما ورد في مقال أعدّته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت، أشار الواعظ البرتغالي إلى أنّه “لا يجب على الكنيسة أن تنعزل في برجها العاجيّ، بل عليها أن تعيش اختبار الترحّل”.
“إنّ البشرية التي نودّ اعتناقها، بشريّتنا وبشريّة الآخرين، إنّما هي البشريّة التي يعتنقها يسوع حقاً، لأنّه ينحني بحبّ على حقيقتنا، وليس على المثاليّة التي نطمح إليها والتي نبنيها. إنّ سرّ تجسّد ابن الله بالإجمال يتضمّن رؤية غير إيديولوجية للحياة”.
وبالنسبة إلى الأب خوسي تولنتينو، إنّ العطش هو سبيل “للنُضج الروحي”: “إن جعلنا أنفسنا مستعدّين للإصغاء، يمكن للعطش أن يكون معلِّماً ثميناً للحياة الداخلية. ويسوع يعلّمنا أن نقدّم الصمت والتخلّي والعطش كصلاة”.
كما واعتقد الواعظ أنّ “العقبة الكبيرة أمام حياة الله فينا ليست الهشاشة أو الضعف، بل القساوة والتصلّب. ليست الضُعف والإذلال، بل العكس: التكبّر والاكتفاء الذاتي وتبرير الذات والانعزال والعنف وحبّ السلطة. إنّ القوّة التي نحتاج إليها حقاً والنعمة التي نحتاج إليها لا تخصّنا، بل هي قوّة المسيح ونعمته”.
ثمّ ختم الشاعر البرتغالي عظته مؤكّداً أنّ سلطة المسيح كانت تقدمة ذاته: “على صورته، لسنا الأسياد، نحن الرعاة”.