“لا أحد يستطيع أن يفلت من حكم الله… سوف نحاسَب كلنا!” هذا ما ذكّر به البابا فرنسيس اليوم أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا. من هذا المنطلق، تدفعنا الكنيسة أن نفكّر في موقفنا تجاه القريب والله.
إنّ الله يدعونا إلى عدم إدانة القريب بل أن نغفر له عوض ذلك: “يمكن لكلّ شخص منا أن يفكّر ويقول: “ولكن أنا لا أحكم على أحد أبدًا، أنت لست بقاضٍ” داعيًا إلى فحص مواقفنا: “كم من مرّة يكون موضوع أحاديثنا حكمًا على الآخرين؟ ملاحظًا أنّ “الحكم على الآخرين هو أمر سيء لأنّ القاضي الوحيد هو الربّ” الذي يعلم ميل الإنسان إلى الحكم والإدانة.
وتساءل البابا: “أثناء اجتماعاتنا، مثل لقائنا حول مائدة الطعام الذي يمتدّ لساعتين من الوقت، كم من دقيقة ننفقها من أجل الحكم على الآخرين؟ داعيًا إلى تحويل مواقفنا ونظرتنا نحو الآخرين. وأصرّ البابا: “كونوا رحماء. كونوا رحماء كما أنّ أباكم رحيم هو”. ثم كونوا أسخياء. أعطوا ويُعطى لكم. ماذا يُعطى لي؟ مقياس جيد وكامل ووفير. وفرة سخاء الرب، عندما نصبح مملوئين من وفرة رحمتنا في عدم الحكم”.
أما الجزء الثاني من رسالة الكنيسة التي تدعونا إليها اليوم هي أن نتحلّى بموقف التواضع مع الله الذي يقتضي باعترافنا بأننا خطأة.
“ونحن نعلم أنّ عدالة الله هي رحمة إنما يجب أن نقول له: العدالة تليق بك والخجل يليق بنا”. وعندما تلتقي عدالة الله بعارنا عندئذٍ نجد الغفران. هل أظنّ أني أسأت إلى الله؟ هل أظنّ أنّ الرب هو عادل؟ هل أظنّ أنه رحيم؟ هل أشعر بالعار أمام الله لكوني خاطىء؟ إنّ الأمر بسيط جدًا: لك تليق العدالة ولي العار سائلين الله أن يمنحنا نعمة العار عند اقترافنا خطايانا”.