فلنُنْعِشْ روح الإيمان : للإيمان ثلاث درجاتٍ:
الدّرجة الأولى : وهي إيمانٌ اعتياديّ نجده عند كلّ مؤمن.
الدّرجة الثّانية: وهي السّماء، حيث يتلاشى الإيمان بأنوار الشّمس الإلهيّة فنرى الله وجهًا لوجه.
الدّرجة الثّالثة: الحالة الوسطى بين الدّرجتين، والّتي لا بدّ منها لمن عزم على التّقّدم بالفضيلة، وهذا ما ندعوه روح الإيمان . إنّ روح الإيمان يرينا الله كما يرونه في السّماء.
الطّوباويّ أبونا يعقوب الكبّوشيّ
ذاك كان زاده اليوميّ … اقتات أبونا يعقوب الإيمان، غذاءً روحيّا، فامتلأ جسده قوّةً، وروحه عاشت الرّجاء… روح الإيمان أمدّه بقدرة فائقة ، فجعله يقوم بكلّ أعماله، وكأنّ الربّ، معلّمه، حاضرٌ أمامه… إيمانه جعله يستحضر الله دائمًا، ويراه في كلّ موضعٍ.
لم تبعده ضوضاء حياته، ومشاكله عن رؤية بهاء الرّبّ، وعن ازدياد إيمانه به… بنى مشاريع كبرى، ومؤسسّاته حكت أسرار ذاك الإيمان الذّي تحلّى به، ذاك الإيمان المثمر، هو القائل” الأصل الحيّ لا بدّ من أن يورق ويزهر، هكذا الإيمان….”
هو إيمان المرأة النّازفة، ذاك الإيمان المندفع، والمثابر إلى الوصول… بالرّغم من الضّجيج … بالرّغم من الازدحام… كان يكفيها أن تلمس طرف ردائه، دون أن تتفوّه بكلمة… تحلّت بذاك الإيمان الصّارخ بصمته، وهذا ما جعل نفسها تثمر فرحًا وسلاما… ونالت ما أرادت ، والرّبّ شاء…
“الإيمان ضمان الخيرات الّتي تُرجى، وبرهان الحقائق الّتي لا ترى” عب11/ 1
وهكذا أثمر أبونا يعقوب فرحًا، من خلال نعم الرّبّ في حياته… من خلال ذاك الإيمان المثابر، والمندفع، الّذي يلمس به طرف رداء الرّبّ … ويحصل من خلاله على ما يريد…
ليتنا نتسلّح بذاك الإيمان… نئنّ يوميًّا من أمراض صعوباتنا… إيماننا بحاجة إلى شحنٍ دائمٍ…إلى كهرباء حياة … إلى طاقة تجدّد …إيماننا فاتر… يجب أن ننعشه…
بين أبرصٍ، ونازفة، وأبٍ يتأوّه ألمًا مع ابنته… الرّبّ أحبّ… الرّبّ استجاب إلى القلوب المؤمنة بقدرته… المؤمنة بقدسيّة كلمته… المؤمنة أنّه الطّريق الوحيد إلى الخلاص …إلى الفرح الحقيقيّ….