“أنا قلق حيال استمرار عقلية ذكورية معيّنة”: هذا ما كتبه البابا فرنسيس ضمن رسالة شكر عنوانها “عشرة أشياء”، وجّهها إلى اللاهوتية الإسبانية ماريا تيريزا كونتي غراو التي سنتشر كتابها Diez cosas que el papa Francisco propone a las mujeres أو “عشرة أفكار يقترحها البابا فرنسيس على النساء”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الكتاب المؤلّف من 85 صفحة، بحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، سيُعرَض في مدريد بتاريخ 7 آذار، أي عشيّة “يوم المرأة العالمي”، وذلك في مؤسسة بولس السادس.
أمّا رسالة الشكر بحدّ ذاتها فهي سترد في مقدمة الكتاب، مع مقدمة للمؤلّفة التي تخبر فيها كيف خطرت لها الفكرة بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده الأب الأقدس على متن طائرة ريو دي جانيرو في 28 تموز 2013، عندما قال: “يجب وضع لاهوت عميق للمرأة”.
وقد كتب الحبر الأعظم في رسالته: “عزيزتي ماريا تيريزا، أشكرك على كتابك الذي عرضت فيه بعض اقتراحاتي. أشعر أنّ كلماتك هي ثمرة اختبارك وتأمّلك في العديد من المواضيع المختصّة بنداء المرأة ومهمّتها.
أنا قلق حيال استمرار عقلية ذكورية معيّنة، حتّى في المجتمعات الأكثر تقدّماً، حيث نشهد على أعمال عنف ضدّ النساء، بالإضافة إلى استغلالها في الإعلانات والصناعة الاستهلاكية والتسلية. كما وأنني قلق حيال دور الخدمة في الكنيسة، ذاك الدور الذي قد يصل مع بعض النساء إلى العبودية…
وكما يبدو لي أنّك لم تنسي مريم المباركة بين النساء. وأعتقد أنّه من مريم انبثق شيء مميّز سمّيتُه “الأسلوب المريمي” في رسالتي الحبرية، وهو أسلوب يدعو الكنيسة جمعاء إلى أن تكون أمّاً تحبّ كلّ إنسان بعطف ورقّة. ليس على الرجال والنساء في الكنيسة أن ينسوا هذه الرؤية المهمّة”.
وفي نهاية رسالته، تمنّى الأب الأقدس أن يساعد الكتاب كلّ مَن يقرأه، وأن يبارك الله الكاتبة ويدعمها في أبحاثها وتعليمها عبر مساعدة الآخرين على اكتشاف وجه يسوع الذي أحبّ الرجال والنساء بدون تمييز، خاصّة الأفقر والأضعف. كما وختم رسالته بالطلب من الكاتبة ألّا تنسى أن تصلّي لأجله.