“على تذكار الطوباوية مريم العذراء أمّ الكنيسة أن يُعيَّد كلّ سنة من الآن فصاعداً في الروزنامة الرومانية يوم اثنين العنصرة”. هذا ما أشار إليه “مرسوم حول الطوباوية مريم العذراء أمّ الكنيسة في الروزنامة الرومانية العامة”، صادر عن مجمع العبادة الإلهية وتنظيم الأسرار، وموقّع من عميد المجمع الكاردينال روبرت سارا وأمين السرّ المونسنيور أرثر روش، بحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت.
كما وحدّد المرسوم، الذي صدر بتاريخ 11 شباط 2018 في عيد سيدة لورد، أنّ “البابا فرنسيس يهدف من خلال ذلك إلى أن ينمّي الحسّ الأمومي للكنيسة، وللتقوى المريمية الحقيقية”.
في هذا السياق، نذكر جيّداً أنّ لوحة الموزاييك الموضوعة في ساحة القديس بطرس كشكر للحماية المريمية خلال الاعتداء على يوحنا بولس الثاني يوم 13 أيار 1981، تحمل عنوان “مريم أمّ الكنيسة”.
كما وأنّ الدير الذي يسكن فيه بندكتس السادس عشر منذ استقالته هو دير “أمّ الكنيسة”. فالبابا المتقاعد ذكر بنفسه هذا اللقب لمريم عام 2009 لمناسبة رحلة قام بها إلى بريشيا في إيطاليا (وهي مدينة البابا بولس السادس)، متطرّقاً إلى التعبّد المريمي الكبير لبولس السادس، وإلى العقيدة المريمية للبابا المذكور وللمجمع التي تركّزت على مريم “أمّ” الكنيسة.
من ناحية أخرى، إنّ البابا فرنسيس يصرّ دائماً على فكرة كون الكنيسة “أمّاً، وأمّاً شجاعة ورحومة”. من هنا، فإنّ تحديد تاريخ هذا الاحتفال بالتزامن مع العنصرة (التي تشير إلى هبة الروح القدس) يحمل معنى، لأنّ مريم (كما وصفها المرسوم المذكور) “مرشدة الكنيسة التي وُلدت منها، وقد بدأت رسالتها الأمومية من علّيّة العشاء السرّي، وهي تصلّي مع الرسل بانتظار حلول الروح القدس”.
كما وحدّد المرسوم أنّ “هذا الاحتفال سيساعدنا على أن نتذكّر أنّه على الحياة المسيحية، وبهدف نموّها، أن تكون مرتبطة بسرّ الصليب، وبتضحية المسيح في الوليمة الإفخارستية، وبالعذراء مُقدِّمة العطاء والدة المخلِّص وجميع مَن افتداهم”، وهذا بالتأكيد سيعني إجراء تعديلات في الكتب الليتورجية.