“ثمة ممرّضة أنقذت حياتي”: كانت تلك شهادة البابا فرنسيس أمام 6500 ممرّض وممرّضة إيطاليين من مختلف الطوائف الدينيّة، استقبلهم صباح السبت 3 آذار في قاعة بولس السادس في الفاتيكان.
وبحسب ما نقلته لنا أنيتا بوردان من القسم الفرنسي في زينيت، حثّ الأب الأقدس زوّاره على “العمل لأجل جعل المجتمع أكثر إنسانيّة وتعزيز كرامة الأشخاص”، وموصياً إيّاهم “بتنمية الحنان كمفتاح لفهم المريض، وكعلاج ثمين لشفائه”، مضيفاً أنّ “الحنان يمرّ من القلب إلى اليدين ليلمس الجراح ويزوّدها بالحبّ والاحترام”.
وخلال كلمته التي ألقاها على مسامع الحاضرين، قال الحبر الأعظم: “أودّ تكريم ممرّضة أنقذت حياتي. كانت راهبة إيطالية من رهبنة الدومينيكان أُرسِلت إلى اليونان كمعلّمة بما أنّها كانت مثقّفة للغاية… لكن كممرّضة، وصلت إلى الأرجنتين. وعندما كنتُ على شفير الموت في سنّ العشرين عام 1957 (بسبب مرض ذات الرئة الذي ترافق مع ثلاثة تكيّسات أدّت إلى استئصال جزء من الرئة اليمنى)، هي مَن قالت للأطبّاء: “لا، هذا لا يصحّ. يجب بذل المزيد من الجهود”. وبفضل تلك التفاصيل الصغيرة، بقيتُ على قيد الحياة، وأنا أشكرها. سأسمّيها هنا أمامكم: إنها الأخت كورنيليا كاراغليو، وهي امرأة بغاية الشجاعة لدرجة أنها ناقشت الأطبّاء. كانت متواضعة، لكن متأكّدة ممّا كانت تفعله”.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ برغوليو عانى طوال أسابيع ما وصفته أخته ماريا إيلينا بدرب الصليب بسبب مرضه، وكان قد دخل للتوّ إلى إكليريكية بوينس أيريس. إلّا أنّه بعد تلك المشكلة الصحية، دخل إلى ابتدائية اليسوعيين عام 1958.
وبالعودة إلى كلمة أسقف روما للممرّضين والممرّضات، أضاف: “هناك الكثير من الحيوات التي يتمّ إنقاذها بسببكم، لأنّكم هنا طوال الوقت وتعرفون ماذا يصيب المريض. أشكركم على هذا كلّه”.
ولم ينسَ الحبر الأعظم أن يذكر عبء المهمّة الذي يسم غالباً أوقات عمل الممرّضين: “ما تفعلونه هو عمل مرهق، عدا عن كونه يعرّضكم للمخاطر والأمراض، كما للالتزام المترافق مع صعوبة المهمّات والجولات، ممّا قد يُفقدكم النضارة والصفاء اللذين تحتاجون إليهما”. وشجب الأب الأقدس “النقص في الطاقم” الذي يجعل العمل لا يُحتمل أحياناً.
وفي ختام كلمته، أوصى البابا المرضى بعدم اعتبار العناية التي يتلقّونها واجباً: “أنتم أيضاً أيها المرضى، كونوا متنبّهين لإنسانية الممرّضين الذين يهتمّون بكم”.