وقّع البابا فرنسيس مقدّمة كتاب “ممنوع التذمّر” للطبيب النفساني سالفو نوي (منشورات سان باولو)، والذي سيصدر في طبعة ثانية بتاريخ 26 آذار 2018، بحسب ما ورد في مقال أعدّته الزميلة آن كوريان من القسم الفرنسي في زينيت.
وقد كان الأب الأقدس قد علّق في شهر تموز الماضي على باب غرفته في دار القديسة مارتا صورة كتاب “ممنوع التذمّر”، شارحاً لزوّاره أنّ “خارقي هذا القانون يخضعون لمرض الأضحية، وعواقبه تتمثّل في تراجع في المزاج وفي القدرة على حلّ المشاكل، كما وأنّ العقاب يكون مزدوجاً عندما يتمّ ارتكاب هذا الخرق بوجود أولاد”.
وأضاف الأب الأقدس في شرحه الذي اقتبسه عن الكتاب المذكور: “بهدف إعطاء الأفضل من ذواتنا، يجب التركيز على قدراتنا وليس على حدودنا: فلنكفّ عن التذمّر، ولنتصرّف لنغيّر حياتنا إلى الأفضل”.
بالعودة إلى مقدّمة الكتاب، أشار الحبر الأعظم إلى أنّ الكاتب عرض العديد من الآراء حول طريقة مواجهة “الصعوبات والطوارىء، مع تحاشي الوقوع في فخّ الأضحية. فالخيار الأساسي هو عدم السماح للحزن بالسيطرة علينا بسبب ما تفرضه الحياة، بل يجب تحسين الحقيقة انطلاقاً من قلوبنا، لأنّ الحبّ يفتح العينين، والعناق يفتح القلب”.
العتاب الموجّه للقلب
كما وكتب الأب الأقدس أنّ هناك أفكاراً وكلمات تؤلم القلب، كالشكاوى على الآخرين أو على أنفسنا. “وبالمقابل، إنّ العتاب الذي نوجّهه لله، وهو عتاب يملأ مقاطع الإنجيل، إنّما يمهّد الطريق أمام علاقة ومناجاة نافعة، وأمام الصلاة التي تشفي”. ثمّ دعا البابا المؤمنين إلى وضع أنفسهم “بين يدي الرب الذي يحبّنا والذي يدلّنا على الطريق برقّة صبورة”.
“لا يتعلّق الأمر بالاكتفاء بالبقاء داخل دوّامة الاعتراض والدموع. لا أحد بطل خرق، لكنّ الله يعرف كيف يحوّل الشكوى إلى رقصة: إنّ يد الله ترفعنا من وادي الجراح والبكاء، وتساعدنا على اختيار حياتنا والبحث عن قريبنا، واستقبال كلّ يوم كفرصة للعطاء، مع النضال لنزع الشكوى من الحياة، والسمّ من الأحكام، والثرثرة من اللقاءات، والضغينة من القلب. وحده الحبّ يملأ الفراغ ويُعطي السلام ويُعيد الشجاعة ويحوّل الحياة إلى ورشة رجاء كبيرة”.